الثورة – آنا عزيز الخضر:
فيلم يدخل عوالم من البؤس بأشكال شتى، شخصياته تحمل أعباء الحياة المثقله باﻷوجاع، وقد ركز الفيلم على عالم الليل، ولذلك دﻻلته المفعمة بالمعاني، التي تشير إلى ظروف شخصياته، حيث يختصر ذلك الكثير من المؤشرات، وبالتالي الأحداث، ليذهب مباشرة إلى عالمه بتفاصيله ودقائقه.. فذاك الليل يجمع الناس التعساء في حياتهم الاجتماعية والمادية والمغلوب على أمرهم في كل جانب، وقد ظلمتهم الحياة بظروفها وضغوطها، وهي الصورة التي ينقلها لنا الفيلم القصير “الناس إلّي فوق” الذي يدخل دهاليز، تكشف لنا تفاصيل حياة هؤلاء البشر المهمشين، ثم التعرف على أسرار عوالمهم المحزنة والمؤلمة، حيث يدخل الفيلم مسارات حياتية مختلفة، عبر محاوره المتعددة، يعيشها هؤﻻء، وكل منهم له مأساته الطافحة بالجراح، حيث تتشابك المصائر عند هذه المساحة، رغم أنه كل منهم يقدم صورة عن نسيجه اﻻجتماعي وتفاصيل خاصة به…
فالبداية كانت مع راقصة شابة تعمل في الملهى، فتتحدث عن الطلاق، الذي حدث بين والديها، وكان السبب في ضياعها، والألم الذي عاشته طوال حياتها.
يقدم الفيلم عددا من الشخصيات الأخرى التي تعيش على نفس الوتيرة تحت جنح الليل. واحدة منها تمثل بائع صبار تكسرت أحلامه بانفصاله عن زوجته، ليجد نفسه بائعاً للصبار، كما قدم الفيلم شخصية لرجل بات وحيداً بعد أن تخلت عنه أسرته، فبات يفترش مقعداً في موقف للسيارات، يعيش الخيبة والوجع.
شخصية أخرى تمتهن نقل الناس على دراجة نارية.
يقدم فيلم “الناس الي فوق” لفراس محمد رؤية حشدت طاقاتها كي تطلعنا على عالم لأناس مهمشين ، يتكشف رغم الظلام، ويقدم رصداً لنماذج بشرية، تعيش تحت ناسجة عالم آخر من الأوجاع والمأساة بفعل ظروف اجتماعية ومادية واقتصادية مقيتة علاوة على ظروف الحرب.
شارك الفيلم في الدورة الأخيرة لأيام قرطاج السينمائية وضمن المسابقة الرسمية، وهو من إنتاج “ستوريز فيلم” تأليف وإخراج فراس محمد، مدير التصوير القاسم أحمد، وموسيقا رامي الضللي، مدير الإنتاج نورس حنبلي، تعاون فني إبراهيم عيسى.