بمساعدة المجتمع المحلي.. عودة أغلب الدوائر الحكومية إلى داريا

ميساء الجردي:
تنبع أهمية العمل المجتمعي من الجهود التطوعية المبذولة لتلبية متطلبات المجتمع المحلي وتوفير سبل الحياة الطبيعية وخاصة في المناطق المحررة من الإرهاب وبالتالي مساعدة الأفراد والعائلات للعودة والتأقلم من جديد، وعليه كان هذا هو الهدف الأساسي من العمل المجتمعي كشريك للعمل الحكومي في عودة الدوائر الحكومية الرسمية لمنطقة داريا بريف دمشق.
عضو مجلس الشعب حكمت العذب بين للثورة أهمية هذا التوجه الذي بدأ منذ ثلاثة أعوام بهدف إشراك الناس في تأهيل وترميم المدارس والدوائر الحكومية الهامة لتعزيز التعاون بينهم وبين الحكومة والتقليل من الأعباء والمعاناة التي تسبب بها غياب هذه الدوائر عن الخدمة داخل المدينة، وكذلك لتعزيز الجهود الذاتية لهم ومفهوم الحرص على هذه الممتلكات، مشيراً إلى دور العمل المجتمعي في إعادة تأهيل عدد من المدارس منها بجهود شعبية كاملة ومنها بالتعاون والتمويل من قبل وزارة التربية والمنظمات الدولية، كما تم افتتاح معهد إعداد المدرسين الحكومي الذي كان متوقفاً منذ عام 2007 حيث بدأ تفعيله واستقبال الطلاب فيه وتأمين الكوادر التدريسية له باستجابة مميزة من قبل وزارة التربية والذي يعد معهداً إلزامياً مسؤولاً عن توظيف خريجيه مباشرة، وذلك بعد أن تقدم بمذكرة للسيد وزير التربية دارم طباع موضحاً حاجة ريف دمشق الكبيرة لأكثر من معهد لسد نقص الكوادر التدريسية في المدارس وقد تمت الموافقة على افتتاح هذا المعهد في داريا.

 

عودة حركة الحياة
وأوضح العذب أن التعاون بين المجتمع المحلي والجهات الحكومية لم يتوقف هنا، فهناك استمرارية لتأمين سكن داخلي لطلاب المعهد القادمين من مناطق بعيدة للتخلص من مشكلة المواصلات، من خلال التواصل مع وزارة التربية لتحقيق هذا الهدف ليتم تنفيذه بمساهمة المجتمع المحلي، كما تم الحصول على موافقة من شركة الاتصالات لتأمين شبكة انترنيت وتركيب خزان للمعهد من أجل سير العملية التعليمية ومن أجل تقوية البرج الموجود بالمنطقة وفتح بوابات جديدة.
وأشار إلى أهمية زرع ثقافة التطوع والتبرع لدى كافة أفراد المجتمع والذي كان لها دور في مساهمة الكثيرين من أهالي المنطقة كل ضمن إمكانياته سواء المادية أم العينية أم الجهود العضلية، وعليه شارك الجميع في إعادة القصر العدلي وتوفير مستلزماته للعمل وعودة المصالح العقارية وبناء مكان للمعهد وترميم مجموعة مدارس وهناك مساع من أجل عودة شعبة التجنيد، الأمر الذي ساهم في تفعيل حركة الحياة في المنطقة.

القناديل للتنمية
تحدث مشرف فريق عمل داريا ورئيس مجلس أمناء مؤسسة القناديل للتنمية المستدامة مازن العذب حول فكرة التطوع التي بدأت عندما كان الدخول الأول للمنطقة بعد خروج الإرهاب منها، حيث كانت مقسمة لمنطقة أ ومنطقة ب مع إمكانية عودة السكان إلى المنطقة الأولى، وعليه فقد ساهمت المؤسسة في ترميم المدارس وتأهيل البعض منها بشكل كامل مثل مدرسة الشهيد محمود الدباس التي تقع بالمنقطة القبلية من داريا، والتي حلت مشكلة كبيرة للطلاب الذي كانوا يسيرون مسافة 3 كيلومترات ليصلوا إلى مدارسهم في المناطق الأخرى، وهناك مدرسة المحطة المحدثة الثانية، كما شاركت المؤسسة بأعمال تطوعية بعدة أمور منها تأهيل عدد كبير من الدوائر الحكومية، وكذلك في أعمال التنظيف والترميم الخاصة بالشوارع وبعض المنازل التي لم تكن متضررة كثيراً.


وبين رئيس مجلس أمناء القناديل كيف تطورت فكرة العمل التطوعي بالمنطقة حتى أصبح لدى المؤسسة فريق مؤلف من 80 متطوعاً ومتطوعة، موجودين دائماً مع الكثير من الأشخاص الذي يساندون هذا الفريق، وجميعهم من أهالي المنطقة ومعظمهم حاصل على شهادات تعليمية، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي شرط للتطوع سوى أن الشخص لديه الرغبة بتقديم شيء يخدم به مجتمعه.

القصر العدلي
يوضح المحامي حسن بلشي من مدينة داريا أهمية عودة القصر العدلي إلى العمل مشيراً إل أنه وبعد دحر الإرهاب كان من المهم عودة دوائر الدولة وتنشيط الحركة السكانية في داريا، فكان القصر العدلي إحدى الدوائر المهمة التي عمل عليها المجتمع المحلي من خلال تأمين كافة المستلزمات بإشراف وزارة العدل ومساعدة عضو مجلس الشعب وتأمين كافة الكوادر للعمل وتأمين المكاتب التي ساهم فيها المجتمع المحلي، وذلك خفف جزءاً كبيراً عن الوزارة وخاصة على المحامين وعلى المواطنين بخصوص المواصلات والسرعة في إنجاز العمل.

المصالح العقارية
وضاح سليمان رئيس دائرة المصالح العقارية أشار إلى أن بناء المصالح العقارية كان مجهزاً بالأساس بشكل كامل، ولكن الأحداث التي مرت بها المنطقة أدت إلى خروج الدائرة خارج منطقة داريا، ولكن بالتنسيق مع مجلس المدينة تم إعادة تأهيل المبنى وافتتاح الدائرة من جديد، وذلك انطلاقاً من أهميتها في تقديم الخدمات المتعلقة بالعقارات لأهالي المنطقة والمناطق المجاورة وخاصة موضوع تثبيت ونقل الملكيات.
ولفت إلى فرحة الناس بعودة الدائرة بعد أن كانوا مجبرين لمراجعة أوراقهم وعقاراتهم بمنطقة الجسر الأبيض بدمشق، وقد أصبحت الحركة كبيرة وواضحة في المنطقة بعد أن تم ترميم البناء وتأهيله على حساب المجتمع المحلي.
هذا أيضاً ما أكده عماد محمود معقب معاملات مشيراً إلى أن ترميم هذه الدوائر سهل عودة الناس إلى بيوتهم، وخاصة أن المصالح العقارية عادت إلى العمل منذ عامين وأصبحت جميع المعاملات من نقل الملكية وتثبيتها ضمن المنطقة.
المواطن نبيل كوشك من سكان داريا تحدث عن مشاركة المواطنين مع بعض الجهات الأهلية والمسؤولين من أهالي المنطقة في عودة وإكساء وترميم وتأهيل الكثير من المنشآت بداريا إضافة للدوائر الحكومية، فكان هناك عودة للكثير من العائلات في ظل عودة هذه الخدمات.

مجمع مالي
من جانبه بين موفق نصر الدين مدير مالية داريا أن البناء الحالي المخصص لعمل المالية هو بناء مؤقت تم تأهيله وتجهيزه بالمستلزمات اللازمة لتسيير أمور المواطنين ريثما يتم الانتهاء من تجهيز المبنى الأساسي وكل ذلك هو بجهود المجتمع المحلي بشكل كامل، بعد أن كانت جميع المراجعات تحتاج للذهاب إلى خارج المنطقة لمتابعة المعاملات، لافتاً إلى جهود أصحاب الأيادي البيضاء لإيصال الكهرباء والماء إلى المبنى كما تم مع بداية الشهر الحالي تركيب طاقة شمسية للحفاظ على استمرار العمل بالمالية الذي يعتمد بأكمله على الحواسيب والكمبيوترات ويحتاج إلى كهرباء بشكل مستمر.
وأكد نصر الدين أنه سيتم خلال شهر الانتقال إلى البناء الجديد، والذي أصبح بمنزلة مجمع مالي متكامل يتم العمل عليه بموافقة وزير المالية.

مشاريع مستقبلية
وتحدث عضو مجلس الشعب عن إنجازات شعبية تتعلق بتركيب الطاقة البديلة في جميع الدوائر الحكومية على حساب العمل الأهلي، وعن مساع حالية من أجل مجمع مالي يتضمن المالية والمصرف الزراعي والمصرف الصناعي في مكان واحد يتم ترميمه حالياً بالتعاون مع وزارة المالية بعد أن تمت الموافقة لنقل هذ المصارف مع كوات إضافية خاصة بالمتقاعدين وأسر الشهداء، لافتاً إلى أن العمل جار بموافقة وزارة الصحة لإعادة ترميمه وتأهيل العيادات الخارجية لمشفى داريا في خطة لتحويلها إلى مشفى مصغر يخدم أهالي المنطقة والمناطق المجاورة.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي