فؤاد مسعد:
الدعوة إلى الحب والفرح ونبذ الأحقاد والخلافات شكّلت المحور الأساسي لفكرة عرض الميوزيكل «قصة من الشرق» الذي انطلقت عروضه على مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون في العاشر من الشهر الحالي وتنتهي مساء اليوم في عرضه الأخير، وهو من إخراج وتأليف موسيقي وإشراف فني عام المايسترو رعد خلف، قصة وسيناريو وأشعار محمود إدريس، أداء طلبة وخريجي المعهدين العاليين للموسيقا والفنون المسرحية، تصميم الرقصات معتز ملاطيه لي، تصميم السينوغرافيا نزار بلال، تصميم الإضاءة عمار الحامض.
واحدة من سمات العرض الذي ضم 52 شخصية اعتلت خشبة المسرح أنه جاء بروح شبابية تضج بالحياة ساعياً إلى تحقيق «شرط المتعة»، تلك العبارة التي تحمل في عمقها الكثير من التفاصيل والجهد والعمل الدؤوب للوصول إلى النتيجة النهائية، مقدماً على مدى ثمانين دقيقة ألواناً مختلفة من الغناء والرقص والبهجة. تنطلق الحكاية من الشاشة التي تعرفنا بقصة حب بدأت منذ الطفولة وتكللت بالزواج، لننقل إلى خشبة المسرح حيث الحي الذي يشهد وجود فريقين «نساء» و»رجال» وما ينتج عن ذلك من مفارقات، فكل منهما يرى أنه يمتلك الحقيقة وهدفهما التفريق بين الزوجين، لتنتهي القصة بانتصار الحب والتفاهم.
مما لا شك فيه أن جمع هذا العدد كله من الممثلين والراقصين والمغنيين لم يكن بالأمر السهل ولكن يبدو أن الشغف كان المحرك الأساسي لشباب متحمس امتلك الموهبة، وقد جمع العمل بين الموسيقا الغنية المتنوعة التي جالت في عوالم متعددة والحكاية البسيطة والرقص والتمثيل ضمن قالب استعراضي مقدماً مشهدية بصرية في إطار «الكوميديا المسرحية الغنائية»، واللافت الحرص على توظيف الفضاء المكاني على الخشبة إلى أبعد مدى بما في ذلك عمق المسرح، الأمر الذي مهّد له ديكور ساحر لتصميم الحارة الافتراضية، حيث تم الاعتماد في السينوغرافيا على المساحات ثلاثية الأبعاد على صعيد الديكور، وعلى الإبهار اللوني ضمن الإطار العام للعرض.

السابق