الثورة – سلوى إسماعيل الديب
ينثر الشعرُ نفحاتِ عطرٍ، فكيف إذا كانت هذه النفحات من عبق الماضي واستحضار عمالقة الشعر كالمتنبي؟
أقامت رابطة الخريجين الجامعيين في حمص أمسيةً شعريةً اليوم، لإحياء ذكرى المتنبي، و احتفالاً بتحرير غزة، بمشاركة عددٍ من شعراء حمص، وحشدٍ من أعضاء الرابطة وروّادها.
شارك في الأمسية أمين سرّ اتحاد الكتّاب العرب في حمص، الشاعر صلاح الخضر، معلناً استسلامه للحزن والكمد، و معبّرا عن شعوره بالغربة في وطنه، قائلاً إنه ما زال في بلده، لكنه يشعر بأنه بلا وطن.
أما الشاعر أحمد الحلاق فأنشد متغنّيا بانتصار غزة: الدم الذي انتصر على الحديد، والبراءة التي غلبت الهمجية، والفجر الذي بدّد الظلام، فقال:
سقتِ الترابَ دماؤُنا فاستنبتتْ
نصرا بهِ للمتعبينَ هناءُ
نصرٌ هو الأغلى، فقل لمشكِّكٍ
هو ذا الصباحُ، وهل بذاك خفاءُ؟
وقدّم الشاعر سامر الشيخ طه قصيدةً وجّهها إلى المتنبي بعنوان «الشعر المعجزة»، وأخرى بعنوان «وهم الأماني».
وألقى الشاعر غسان دلول قصيدتين، الأولى بعنوان «على شاطئ المتنبي»، والثانية زجلية غزلية بعنوان «فقط بعينيها».
أما الشاعرة رحاب رمضان فاستحضرت المعلّم في قصيدةٍ تفيض بالعطاء، وجّهتها إلى الوطن، وقالت فيها:
برداً و سلاماً يا ربوعَ بلادي.
ومن المشاركين أيضاً محمد دبدوب، الذي ألقى ثلاث قصائد: الأولى بعنوان «مالئ الدنيا» وجّهها إلى المتنبي، والثانية بعنوان «عاد معاوية»، والثالثة بعنوان «انتصرت غزة»، وجّهها إلى غزة مهللا و مبتهجا بالنصر:
والليلُ وَلَّى، وفجرُ الحقِّ صيَّرهُ
خلفَ المساحاتِ..لا غِنىً ولا طربا.
واختتم الشاعر إبراهيم الهاشم الأمسية بقصيدةٍ وجّهها إلى أبي الطيب المتنبي، قال فيها:
سموتَ كما الأقمارُ في كونِنا تسمو
وحلَّقتَ، فاستحلى مكانَك النجمُ.
أخيرًا، نقول: لقد اقتطفنا من بستان الأمسية زهرةً واحدة، وما هذا إلا غيضٌ من فيضٍ مما جادت به قرائح الشعراء في تلك الليلة الأدبية الثرية.