الثورة – رانيا حكمت صقر
أطلق الكاتب عبدالله النفاخ مجموعته القصصية الجديدة “التوق إلى الفردوس” في حفل توقيع أقيم في ثقافي المزة اليوم، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين الذين شاركوه الاحتفاء بإصداره الجديد.
تأتي المجموعة كمرآة تعكس الواقع الإنساني والاجتماعي في فترات الضيق، كما أوضح النفاخ في حديثه لصحيفة الثورة، مشيراً إلى أن عنوان “الفردوس” يرمز إلى الحلم الجماعي بالخلاص من الضغوط النفسية والمادية التي بلغت ذروتها قبل مرحلة التحرير.
جمع النفاخ في هذه المجموعة بين السرد المباشر لمعالجة الحالات الإنسانية والرمزية والإيحاء لإضفاء عمقٍ على التجربة القرائية.
وتتنوع القصص في موضوعاتها، حيث تضم المجموعة عدداً من النصوص التي تحمل عناوين بليغة مثل:
“لا تتدخل”، “رسول التقنين”، “دمعة”، “ما بين فتنة وأخرى”، “تحذيري كان لك”، “علت شهقتي”، و”في عيد الحب”.
وهي محطات تعبّر عن نبض الواقع بلغة صادقة وأسلوبٍ مؤثر.
تضم المجموعة أيضاً قصصاً مميزة مثل “حياة في كلمات” التي تسرد معاناة المعتقلين في أيام النظام البائد، و”استفتاء” التي تتناول ظاهرة الإلحاد النفسي لدى اللاجئين السوريين في الخارج، و”مع شاشة جوالي”وهي قصة رمزية تتناول نظرة الإنسان للحياة وانعكاس تلك النظرة على سلوكه.
– تفاوت في المستوى
في قراءته النقدية، أشاد الكاتب عماد نداف بتمكّن النفاخ اللغوي والأسلوبي، لافتاً إلى تفاوت مستوى القصص داخل المجموعة، إذ تضم نصوصاً “مبهرة” إلى جانب أخرى “عادية”، وهو ما قد يعود إلى طبيعة عملية الاختيار التي سبقت النشر.
من جهته، أشاد الأديب والناشر محمد الطاهر، صاحب دار توتول للنشر، بقدرات النفاخ اللغوية والكتابية، مؤكداً أنه يتنقل بسلاسة بين الرواية والقصة القصيرة والقصيرة جداً، ويلتقط العبارات والعناوين بأسلوب متناغم،
فهو أحياناً يصور الموقف بسخرية ذكية، وأحياناً بعاطفة جياشة، وفي مواضع أخرى يضع القارئ أمام تساؤلات وجودية وحيرة فكرية.
ويرى الطاهر أن النفاخ يمتلك النفس الطويل الذي يميز الروائيين، في حين أن القصة القصيرة تتطلب تكثيفاً لغوياً وانضاجاً للفكرة رغم لغتها الجزلة ومتانتها الأسلوبية.
يُذكر أن مجموعة “التوق إلى الفردوس” تتألف من ٢٣ قصة، صادرة عن دار توتول للنشر، وتقع في ١٠٦ صفحات، حاملةً بين طياتها شجن الواقع وآمال الإنسان في فردوسٍ منشود.