الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
«التهاب العضلة البؤري في القدم».. حالة فريدة في الناحية الأخمصية للقدم اليمنى لطفل عمره 15 عاماً، والأولى من نوعها في التاريخ الطبي على مستوى سورية نُشرت في مجلة أكسفورد العالمية باسم الهيئة العامة لمستشفى دمشق «المجتهد» ومذكورة في الأدب الطبي برقم 20، ليثمر هذا البحث العلمي بعد عام ونيف من الجد والنشاط والعمل والمتابعة في العلاج.
وأوضح مدير عام الهيئة الدكتور أحمد عباس لـ «الثورة» أن البحث العلمي نشر أخيراً في المجلة المذكورة باسم مستشفى دمشق لفريق مؤلف من: اختصاصي الجراحة العظمية الدكتور محمد بهجات الخطيب ومشاركة الدكتور معاذ النعسان- قسم الطب الباطني (طب الأعصاب) – مستشفى تشرين الجامعي باللاذقية وإشراف رئيس شعبة أمراض المفاصل بمستشفى دمشق- أمين سر الرابطة السورية لأمراض الروماتيزم الدكتورة وداد عاجي، وبمشاركة عالية من اختصاصي التشريح المرضي /كلية الطب البشري- جامعة حماة الدكتور حبيب جربوع.
من جانبها الدكتورة عاجي أوضحت لـ «الثورة» أن هذا المرض آفة التهابية تصيب عضلة وحيدة من عضلات الهيكل العظمي على غير ما هو في التهاب العضلات والجلد التقليدي، مبينة أنه في الحالة التي أجري البحث عليها هي لصبي بعمر 15 عاماً راجع مستشفى دمشق بسبب تشوه مكتسب بالعطف في إصبع القدم الثالث للقدم اليمنى، والذي لوحظ منذ 6 أشهر قبل تاريخ المراجعة.
وأضافت أن والد المريض ذكر قصة زيادة في حجم القدم المصابة تدريجياً مع العمر لمدة ٦ سنوات تقريباً، لتصبح القدم اليمنى أكبر من اليسرى بمشاهدة والد الطفل، ما سبّب صعوبة ارتداء المريض للأحذية، مع أن المريض يمارس أنشطته اليومية بشكل طبيعي دون أي ألم واضح في القدم اليمنى، والتاريخ الطبي للعائلة غير ملحوظ، ولا يوجد مرض أو حساسية أو جراحة في تاريخ المريض، لكن يذكر وفاة اثنين من أعمامه في سن مبكرة بمرض كلوي مجهول.
ولفتت أنه بعد إجراء الفحوصات السريرية وغيرها من صور شعاعية وتحاليل وخزعات، أشارت جميعها إلى وجود آفة مخربة للعضلة قابضة الأصابع القصيرة، ما جعل التشخيص صعباً، وجود الكتلة مع بداية الاعتلال العضلي يضع الأورام الخبيثة العضلية مثل الساركوما العضلية الملساء والساركومة العضلية المخططة في التشخيص التفريقي.
وأوضحت أن النتائج غير وصفية لأي آفة ورمية، والشيء الأكثر أهمية الذي جعل التشخيص مربكاً في هذه الحالة هو التقدم البطيء والغياب التام للألم وغياب المظاهر السريرية المعممة، ويعتبر التصوير بالرنين المغناطيسي مع الحقن الظليل جنباً إلى جنب مع التشريح الدقيق هي النقطة الأساسية التي أدت إلى تشخيص الـ FM ويعتبر أيضاً حجر الزاوية في تشخيص مثل هذه الحالات كي لا يقع الشك بأنها أورام خبيثة وتعالج على هذا الأساس.
و بينت الدكتورة عاجي أنه بدأ العلاج لمدة شهر، انخفض حجم وصلابة الورم الكاذب، ما دفعنا للاستمرار بنفس العلاج. وبعد ذلك، تخفيض جرعة الكورتيكوستيرويد تدريجياً بمقدار 2.5 مجم كل أسبوعين.
ومن خلال المتابعة والتقييم.. وبعد مرور 30 يوماً من إعطاء الكورتيكوستيرويدات، أعيد فحص المريض، فشوهد انخفاض كبير في حجم الورم الكاذب وصلابته وتراجع جيد في انكماش الأصبع مع مزيد من المرونة، وبعد 45 يوماً، تم تقليل الجرعة إلى 17.5 مجم بريدنيزون يومياً، وبعد 60 يوماً، أصبح حجم الكتلة نحو 1×1 سم بدون أي ألم على الإطلاق، وبعد 120 يوماً، زال التقفع في الأصبع بنسبة 90 ٪ تقريبًا ولم تعد الكتلة مجسوسة في أخمص القدم ذلك الوقت، وأجري تصوير بالأمواج فوق الصوتية إيكو لأخمص القدم ولم تكن هناك كتل يمكن مشاهدتها، مع وجود فرط تنسج للعضلة.