الثورة – تقرير أسماء الفريح:
لم تلق دعوات روسيا المتكررة لإيجاد حل سياسي للأزمة في أوكرانيا استجابة من الغرب الذي يواصل تزويد سلطات كييف بأسلحة نوعية بهدف إطالة أمد النزاع دون الأخذ بعين الاعتبار عواقبه الكارثية.
رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أكد اليوم أن الغرب لا يسعى للتسوية في أوكرانيا وأن روسيا ستحمي سيادتها وتمضي قدماً وستحقق جميع أهداف عمليتها العسكرية وتنهي الهيمنة الغربية الفاشلة.
أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ كان تعهد في حديث لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية أمس بمواصلة دول الغرب إرسال شحنات جديدة من الأسلحة الثقيلة لسلطات كييف مستبعداً تطبيع العلاقات مع روسيا حتى بعد انتهاء الأزمة في أوكرانيا قائلاً إنه أمر “غير وارد” معتبراً أن “الوضع الأمني في أوروبا قد تغير تماماً”.
سفير روسيا لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف شدد بدوره في وقت سابق من الشهر الجاري على أن إعلان واشنطن وبرلين تزويد كييف بمركبات برادلي القتالية للمشاة وبناقلات جند مدرعة على التوالي بعد قرار باريس بتسليمها مركبات استطلاع يظهر بشكل مباشر أنه ليس للولايات المتحدة رغبة في حل سياسي في أوكرانيا وقال “ينبغي ألا يكون هناك أدنى شك لأي أحد بشأن من هو المسؤول عن إطالة أمد النزاع الأخير” وخاصة أن الأسلحة التي تم تسليمها لكييف تفتقر إلى “الطبيعة الدفاعية” كما تدعي الدول الغربية.
نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة ديميتري بوليانسكي صرح تعليقاً على إعلان السفير الأوكراني لدى تركيا فاسيلي بودنارو بأنه من المقرر عقد “قمة سلام” في ال24 من شباط المقبل في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بالقول ..”نحن لا نفهم التفاصيل ولا أحد يفهمها لأنه من أجل عقد قمة في الأمم المتحدة فمن الضروري اتخاذ قرار في الجمعية العامة ” مضيفاً: “إذا كنتم ترغبون في عقد اجتماع على هامش الأمم المتحدة وتسميته “قمة” فلا أحد يمنعكم من القيام بذلك”.
وكانت دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بوقف إطلاق النار على طول خط الجبهة الكامل بين الأطراف في أوكرانيا لمدة 36 ساعة في السادس من الشهر الجاري قوبلت بالرفض من الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وقبله من واشنطن وبرلين حيث اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن عرض الهدنة محاولة من موسكو “للحصول على بعض الأكسجين” فيما جادلت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بأن الهدنة لن تجلب “الحرية ولا الأمن” على حد تعبيرهما.
ومع تحول سلطات كييف لأداة بيد الغرب يزودها بالأسلحة والتمويل ويحدد لها الأهداف التي يتوجب عليها ضربها والخطوات التي عليها اتخاذها فإن معاناة الشعب الأوكراني ستتواصل نتيجة حماقة مسؤوليه ولن يكتب لجهود إرساء السلام النجاح إلى وقت نأمل أن لا يكون بعيداً.