الملحق الثقافي- ديب علي حسن :
يوم كانت قضية الالتزام تشغل المثقفين والمبدعين العرب ..كان السؤال الذي يطرح نفسه : ماذا ألتزم.
ولم تكن الإجابات بعيدة عن التقاطع ..أول أبجدياتها ألتزام قضايا الجماهير العربية ..ولكنه تقاطع عريض وواسع، فماذا نعني بقضايا الجماهير…وأي القضايا لها الأولوية..التحرر من الاستعمار الخارجي أي الحرية أم التحرر من الجهل ..أم الخروج من بوتقة الإقطاع والاستغلال وغير ذلك من قضايا اجتماعية..
ومن ثم انتقل الأمر إلى الحديث عن الالتزام بقضايا إشكالية في النص الإبداعي ..
بكل الأحوال لم تتغير الأمور كثيراً ، بل ظل السؤال : ماذا نلتزم وأي القضايا لها الأولوية الآن ..ثم تراكمت الأسئلة التي تعمق فكرة الالتزام ليتم تصحيح الأسئلة كما يقول دكتور علي أومليل في كتابه السلطة الثقافية والسلطة السياسية ..إلى السؤال : كيف نكتب..حسب ما يراه لأننا ما زلنا إلى اليوم نعاني من التضييق في حريات الكتابة ..وحسب أومليل ليس المهم أن ننشغل بفكرة سارتر عن الالتزام لأن قضايانا غير قضاياه وواقع الكاتب العربي غير واقع الكاتب الغربي ..والمهم حتى نصل إلى السؤال : ماذا ألتزم علينا أن نكون قد حققنا حرية الكتابة ولم تعد مشكلة..
ومع الأسف، ربما الآن نحن في أسوأ مراحل حريات الكتابة وليس من جهات السلطات الرقابية إنما من ضعف الكاتب والكتاب وما يسمى العالم الأزرق الذي ساوى بين المتنبي و..
السؤال المهم الآن : متى نلتقط أنفاسنا..كيف نكتب ..لمن نكتب ..بل كيف ننظف مدارنا الثقافي ..؟
العدد 1129 – 24-1-2023