تحديات النقد المعاصر

قبل الدخول في موضوع (الفنون الرقمية) وهو من أكثر مواضيع فنون العصر الحديث تشابكاً وإشكالية والتباساً، يجب التفريق والتمييز بين نوعين متعارضين من الإنتاج الكمبيوتري، فالنوع الأول يساعد في عمليات الإنتاج الفني التشكيلي، والفنان يكون فيه طرفاً أساسياً في خطوات إنتاج العمل الفني، وبعبارة أوضح الفنان هنا هو الذي يرسم، لا الكمبيوتر، وهذا الفن معترف به عالمياً ويدرس كمادة في كليات الفنون الجميلة. أما النوع الثاني فالكمبيوتر يرسم فيه من دون أي تدخل من الفنان أوالإنسان العادي، وبالتالي فهو يثير صيحات رفض صارخة وعنيفة من المبدعين الفعليين، الذين يعرفون هذه الأكاذيب والألاعيب، وذلك لأنها تجعل الناس العاديين، الذين يجيدون التعامل مع المواقع والبرامج المتخصصة في هذا المجال قادرين على الحصول وبسرعة الضوء، على بورتريهات على درجة عالية جداً من الإتقان، وتحقق درجات الشبه بصورة كاملة، والمشكلة الكبرى تحصل حين تمهر بتوقيع بعض الأدعياء، الذين لا يقولون إن هذا فن ديجيتال، وينشرونها على صفحات التواصل، على أنها من رسمهم، علماً أن فناني عصر النهضة الإيطالية لم تكن لديهم القدرة على الرسم بهذا الإتقان وبهذه الحيوية.
والإنتاج الفني الكمبيوتري الآلي، الذي يلعب فيه الفنان دور المراقب، لا المشارك، يضع الناقد المعاصرالمتقصي أمام تحديات كبيرة، ولاسيما أن معظم الفنانين والنقاد، يروجون لهذه الأعمال، التي تنشر على صفحات التواصل، ولا يعرفون أنها من رسم المواقع والبرامج. (والذين يحوزون على المصداقية هم الذين يقولون إن هذا فن ديجيتال)، فالفنان هو بصمة وحالة خاصة قادرة على البقاء والاستمرار، وحين يتم استنساخ حالات مشابهة، خالية من الإحساس، تغيب النسخ ويبقى الأصل، الذي تعجز العقول الإلكترونية مجتمعة عن الإتيان ببديل أو بمثيل له، فثمة قدر هائل من المواقع والبرامج التي تساعد على تحقيق نتائج مذهلة بسرعة الشهاب، لكن المبدعين الحقيقيين يقابلون هذه المعطيات العصرية بكثير من الاستياء والاستنكار والاستهجان والرفض المطلق، لأنها بعيدة كل البعد عن جوهر الإبداع والإحساس، وهي تعتمد على الذكاء الفني المبرمج فقط، القادر على إيجاد مستخدمين وفضاءات بشكل دائم، بتنفيذ التطبيقات فقط، إلا أنها تطرح المزيد من الإشكاليات والالتباسات والتشابكات والتكهنات، وتزيد يوماً بعد آخر، من حالات الارتباط بعصر الآلة وبالمنطق العلمي التكنولوجي، وهنا أتحدث عن الإنتاج الكمبيوتري البحت، وليس عن الفنون الرقمية الخلاقة.

آخر الأخبار
"ما خفي أعظم" بين الناس والمؤسسات المالية والمصرفية !      السوريون يستذكرون الوزير الذي قال "لا" للأسد المخلوع   خطة الكهرباء الجديدة إصلاح أم عبء إضافي ؟   العثور على رفات بشرية قرب نوى في درعا  محافظ حلب ومدير الإدارة المحلية يتفقدان الخدمات في ريف حلب الجنوبي   "الاتصالات" تطلق الهوية الرقمية والإقليمية الجديدة لمعرض "سيريا هايتك"   إطلاق حملة مكافحة التسول بدمشق وريفها   لجنة مشتركة بين السياحة و مجموعة ريتاج لدراسة المشاريع الفندقية  غرفة صناعة دمشق توقع مذكرة تفاهم مع المجلس النرويجي للاجئين  تعرفة  الكهرباء .. كيف يوازن القطاع  بين الاستدامة والمواطن؟  وزير الخارجية الألماني: من واجبنا المساهمة في إعادة إعمار سوريا  سوريا تهنئ حكومة وشعب تركيا بمناسبة يوم الجمهورية   إنجاز 40 بالمئة من إنارة دمشق بـ1800 نقطة ضوئية في ملتقى العمل..  تدريب وفرص عمل  للنساء وذوي الإعاقة  صدام الحمود: زيارة الشرع إلى الرياض بداية مرحلة جديدة   وفد من "الداخلية" يشارك في مؤتمر التدريب الأمني العربي بالدوحة هدفها تحقيق الاستدامة.. الكهرباء تصدر تعرفة جديدة لمشتركيها  الشرع يبحث مع وفد ألماني تعزيز التعاون والمستجدات الإقليمية والدولية سوريا تغير لغتها نحو العالم.. الإنكليزية إلزامية والفرنسية والروسية اختيارية "إعمار سوريا": خبراتٌ عالمية تتجسد.. وتخصصٌ دقيقٌ يرسم طريق المستقبل