لن يخرج اتحاد كرة القدم من دائرة النقد ولو نجح في إحراز كأس العالم، ولعل تعاقده مع مدرب أرجنتيني، من طراز رفيع، كان سيجعله في منأى عن الملاحظات والانتقاد، بيد أن ذلك كان بوابة لعبور دفعة جديدة من التساؤلات الممزوجة بالتشكيك والظنون، بجدوى التعاقد مع كادر فني لمنتخبنا الأول، من العيار الثقيل!!؟
بعد الإطمئنان أن الاتحاد وفى بوعده باختيار مدرب كبير لمنتخبنا الكروي الأول، ذهب المدمنون على النقد، إلى اعتبار الخطوة قفزة في الهواء، تتجاوز الكثير من المشكلات العالقة والمعيقات الجمة، من دون أن تتدخل لحلها وحلحلتها، على أقل تقدير، فاللعبة الشعبية الأولى ليست بخير، في بنيتها وكينونتها وسيرورتها، وتالياً، فإن إعداد منتخب للرجال، ذي شخصية وحضور مؤثرين، لا يبدأ من اختيار مدرب عالي المستوى وذي صيت ذائع، ولكن يبدأ من إعداد اللاعب، في الفئات العمرية في الأندية، وتلقيه التدريبات على أيدي متخصصين في هذه الفئات، والمرور بواقع أنديتنا المزري، فنياً ومالياً، والعمل على إصلاحه، ثم الاهتمام أكثر بالمسابقات المحلية، من دوري وكأس، وتجهيز الملاعب التدريبية والاستادات، بشكل لائق إلى ماهنالك من مقومات ومقدمات، ثم تأتي بعد ذلك خطوة الاستعانة بكادر تدريبي على درجة عالية من الكفاءة والخبرة…
وكأن المطلوب من اتحاد كرة القدم أن يقوم بجميع الأدوار وحده، مع أنه لايملك مقومات ولا صلاحيات تتجاوز الإشراف على تنظيم المسابقات وإعداد المنتخبات!!
فلو لم يتعاقد الاتحاد مع مدرب أجنبي واستمر مع مدربه الوطني لقالوا:نكث الاتحاد بوعده!!ولو تعاقد مع مدرب مغمور،كما جرت العادة، لاعتبروه، لايفقه شيئاً في اللعبة ومتطلباتها!! وعندما اختار مدرباً كبيراً، طالبوه باجتراح المعجزات واصلاح كل الخلل المتراكم منذ عقود، قبل أن يفكر في الاختيار!!.