ظافر أحمد أحمد:
الحزن السوري عميق بسبب زلزال 6/2/2023 ولكن ركائز التعامل معه بمحاولة تجاوز نتائجه، ومهما نظرت سورية بكل إنسانية من قلب كارثة زلزالها، فإنّه لايمكن للسوريين التغاضي عن الخطاب الإعلامي الذي يستهدفهم من بوابة تغطية شؤون الزلزال وبأدهى الأساليب التي تتستر بالتعاطف الإنساني مع الضحايا والمتضررين.
وسائل إعلام قوية الحضور في الفضاء تنطق بالعربية وبتمويل فرنسي وبريطاني وأوروبي وأمريكي إضافة إلى عوائد النفط العربي، لم توفر نشرة أخبار منذ وقوع الزلزال دون أن تمرر (تزويراً) يتكرر كي تجعله مسلمة إعلامية وسياسية، وهو التصنيف الخاص بالجغرافيا السورية حيث حددها ويحددها ذلك الخطاب الإعلامي الهدّام بأنّها تتوزع بين (مناطق سيطرة الدولة السورية) وما تسميه (مناطق سيطرة المعارضة السورية)، وبشكل يسوّق أخبث تزوير إعلامي وسياسي غربي منذ العام 2011 بأدواته الإعلامية الناطقة بالعربية وارتبط بالحدث السوري، عندما تجاهل ويتجاهل (أماكن سيطرة الإرهابيين)، كي يسحب أنبل حقيقة خاضتها سورية في حربها على الإرهاب، ويزوّرها في صورة صراع حكومة ومعارضة!
أصبح الهم الإعلامي للعديد من الفضائيات وشتى المواقع الإلكترونية من بوابة الزلزال كيف تخفي هوية جبهة النصرة (هيئة الشام) الإرهابية ومناطق سيطرتها في الشمال السوري المتضرر كثيراً من الزلزال، بعد ضرره الكبير من وجود الإرهاب ممثلا بشتى الفصائل الانفصالية والإرهابية.
ومن بوّابة الزلزال لا ذكر للاحتلالات التي سرقت وتسرق نفط وقمح السوريين وترعى مشروعات انفصالية وتريد تقسيم جغرافيا شرق وشمال سورية ضمن كيانات جغرافية ومناطق نفوذ اعتمادا على عملاء ومتعددي جنسيات، ولا للآثار الكبيرة وغير الإنسانية للحصار الغربي على الشعب السوري والذي أضر ويضر بصحة السوريين واقتصادهم منذ العام 2011 وحتى الآن.
وكذلك تحوّل الزلزال في خطاب العديد من وسائل الإعلام إلى تجميل مقصود إلى درجة المبالغة بأدوات التنظيمات المسلحة والإرهابية التي تتجمل بأذرع إنسانية وتتغطى بتسميات مشتقة من الدفاع المدني وأسماء لتبييض صورتها وتلميع حتى احتفالاتها بعمليات إنقاذ وصلت في بعض مشاهدها المسرحية إلى قمّة اللاإنسانية عندما تتراقص فوق ركام يطمر آلاف العائلات بحجة إنقاذ طفل أو شخص ما من تحت الركام، من دون الانتباه إلى سذاجة المشهد في بعض حالاته عندما تثبت الصورة أنّ الشخص الذي تمّ إنقاذه كأنّه للتو خارج من فندق وليس من غبار الردم وفتات الإسمنت المتصدع..!
السوري الذي قاوم ويقاوم الإرهاب مدة تجاوزت الاثنتي عشرة سنة، لن ينتظر زلزالا بأن يلغي حقيقة تنظيمات إرهابية وأدوات وعملاء لجهات خارجية مستنفرة في جهدها الإعلامي على مدار الساعة لإحداث هزّة في وعي السوريين خصوصا سوريي الداخل ووسيلتها هذه المرة استغلال نتائج (الأرض المزلزلة).
ومهما تعددت مقاييس الخطاب الإعلامي الذي يستهدف سورية، سيبقى وعي السوريين على مقاس جغرافيا سورية وأحقية نضال شعبها لاستعادة سيادته التامة على مساحة 185كم2 وأكثر.
