الولايات المتحدة والغرب لا يبحثون إلا عن النصف الفارغ من الكأس في علاقاتهم حتى مع أقرب الدول التي تنحاز لخطهم السياسي والعسكري والاقتصادي، وينكرون أي تطور إيجابي في العلاقات الدولية، رغم التغيير الجذري الواضح في المشهد السياسي العالمي، والإقليمي، وهذا يجعل التفاهم مع الغرب على أسس المنطق والحوار الندي أمراً يكاد شبه مستحيل.
سورية كانت ومازالت ضد العلاقات غير الصحيحة بين الدول، وضد الانصياع لقرارات غير منطقية تنتقص من السيادة، وهي ترفض الخنوع لإرادة غربية ظالمة تسعى للنيل من الشخصية السورية الأصيلة، التي تطالب دوماً بالتصحيح السياسي والاقتصادي في العلاقات بين الدول على أسس المنفعة المشتركة والصحيحة وضمن الأصول السيادية والدبلوماسية والقانونية بعيداً عن التسلط والانهزامية، فالدولة ببساطة تبقى آمنة مستقرة عبر سلوك طبيعي يتطور إيجابياً مع منطق العقل والسياسة والعلاقات الصحيحة التي تبني ولا تهدم بعيداً عن أي مشهد غير طبيعي منبوذ سيادياً ووطنياً
سياسة سورية عاقلة رزينة، تحافظ دوماً على انتهاج مبادئ مستقلة، من موقع القوة، ولذلك تعمل الولايات المتحدة ومن ينغمس في مشروعها على عرقلة أي خطوة تخرج الدولة السورية من فلك العقوبات القسرية للحفاظ على حرمانها من السير خطوة إلى الأمام على طريق التنمية، وهو أمر تستميت واشنطن وبروكسل لإبقاء تأثيراته مستدامة على الوضع في سورية.
الدول الغربية تعي تماماً أهمية الحرب الإعلامية، لذلك نراها تواصل قلب الحقائق وتضليل الرأي العام، للإيقاع بالدولة السورية وتحميلها المسؤولية عما يجري، والتنصل من الجرائم التي ارتكبت وترتكب بحق السوريين بحرمانهم من تنمية اقتصادهم وأبسط سبل العيش الكريم.
الغرب بأفعاله هذه يواصل سفك دماء السوريين ويتسبب بتعميق معاناتهم، عبر استمرار الحصار والإجراءات القسرية، وكعادته يمزق ثيابه الدبلوماسية بنفاق كبير ويتباكى بدموع كاذبة على الأوضاع الإنسانية التي نشأت وترعرعت في كنف حصاره وإجراءاته التدميرية للاقتصاد وروافع التنمية.
الغرب في كل المناسبات الدولية، يشعل الدخان الأسود، ويحاول عبره تشويش الرؤية وتضليل الناظرين للمشهد الدولي في محاولة لتبرئة نفسه، من الجرائم ضد الإنسانية البالغة الخطورة التي ارتكبت وترتكب بحق الشعب في سياق سياسات العقاب الجماعي الغربي التي لن تجلب للغرب سوى العار، وتؤسس لهزيمته وهزيمة أفكاره ومكائده في نهاية المطاف.
العقلية الغربية مشوهة وهي بدورها تشوه الحقيقة وتسيسها، ليس في سورية فحسب بل في كل مكان تحاربه آلة الغرب العسكرية والسياسية والاقتصادية، وعلى أساس هذه العقلية الناقصة، لا يرى الغرب سوى نصف الكأس الفارغ بشكل دائم في علاقاته مع الدول التي تشكل عائقاً أمام وصوله للتفرد والسيطرة والتحكم بناصية الكرة الأرضية.
منهل إبراهيم