يبدو أن الاحتلال الأميركي في الجزيرة السورية والذي أغرته سرقاته المستمرة لخيرات سورية ونهبه المتواصل لثروات الشعب السوري النفطية يغمض عينيه بغباء عن العواقب المستقبلية المؤكدة لهذا الفعل الاحتلالي الوقح، فهو يتعامى عن حقيقة أن الاحتلال سيزول مهما طال الزمن، لأن أبناء هذه الأرض لم يعطوا لمحتل أو غاز أو مغتصب صك أمان أو براءة لكي يستمر، ولم يقدموا له فروض الطاعة لكي يحكمهم، ولو كان الأميركيون يقرؤون التاريخ جيدا لسألوا أسلافهم الأتراك والفرنسيين كيف أجبروا على مغادرة هذه الأرض وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة.
ما جرى في الأيام الماضية من أعمال مقاومة ضد المحتل الأميركي وعملائه في الجزيرة السورية هو أمر متوقع ولم يكن مفاجئاً لأحد، وإذا فوجئ المحتلون به فهذه مشكلتهم لأنهم لا يفتحون عيونهم على الحقيقة ولا يتعلمون من تجاربهم الفاشلة في احتلال الدول ونهب خيراتها.
يعتقد المحتل الأميركي أن حالات العدوان والانتقام الدموية التي يقدم عليها ضد أهلنا في الجزيرة السورية يمكن أن تخيف أبناء هذه المنطقة وتدفعهم للاستسلام والسكوت على جرائمه وانتهاكاته وسرقاته وبالتالي يمكن أن تطيل عمر وجوده غير الشرعي وغير القانوني في سورية، لذلك فهو يتصرف بطريقة هستيرية تكشف مأزقه الحقيقي وتعري مبرراته الكاذبة بشأن تدخله في الشأن السوري، وقد أدرك العالم بأجمعه أن الاحتلال الأميركي هو أساس الإرهاب في منطقتنا وأن سلوكه هو الإرهاب بعينه، فلولا تدخله فيها لما سمع أحد بتنظيم داعش أو القاعدة أو غيرهما من التنظيمات الإرهابية المصنعة في غرف الاستخبارات.