تعلو الصرخة في اليوم العالمي للمسرح عبر رسالة الفنانة المصرية سميحة أيوب، تناشد فيها العالم بقولها:” أدعوكم لتقفوا صفاً واحداً كلنا جميعاً، يداً بيد وكتفاً بكتف، لننادي بأعلى صوتنا، كما اعتدنا على منصّات مسارحنا، ولتخرج كلماتنا لتوقظ ضمير العالم بأسره”.
ما يؤكد دور المسرح في حياتنا اليومية، فهو يشكل الملاذ الآمن الذي نلجأ إليه عندما تتحالف قوى الشر والحروب والكوارث، للتخلص مما علق في نفوسنا من شوائب الحياة وتبعات الأزمات التي تحاول أن تستقر في نفوسنا لتلتهم ما تبقى فيها من لحظات الأمل والفرح.
وفي كلّ عام يتجدد العهد على أن يكون المسرح بوابتنا للخروج من ظلمة الجهل والتطرف واعتناق مذهب الحياة والدفاع عن قيم الخير والحق والجمال، رغم ما يواجهه من حصار وشح في الأدوات والتقنيات، ولكن رغم كل ذلك تحاول تلك الشعلة المضيئة وذاك الشغف في نفوس المسرحيين أن يوقظوا في كلّ عمل يقدّم على خشبات” أبو الفنون” ضمير العالم للحدّ من غلوائهم في إضرام نار الحقد، ومحاولة التطهر من الشرور والتوجه إلى الإنسانية القابعة في دواخلنا.
ما أحوجنا اليوم ونحن نعيش احتفالات يوم المسرح، أن نعيد لهذا الفن العريق ألقه، ليزدحم شباكه بعشاقه والمؤمنين به، ولننهض بالنفس المتعبة إلى مراتب التسامح وقبول الآخر، بعيداً عن ترهات الحياة وهفواتها التي تشوه ضمائرنا على غير وجه حق، وتعبث بمصائرنا على غير هدى.
لكن ما يثلج الصدر أن المسرحيين لم يدخروا جهداً في النهوض بالمسرح ضمن الإمكانات المتاحة، إيماناً منهم بدوره وأهميته في خلق مجتمع واع متمسك بهويته وقيمه، عبر تقديم تفاصيل الحياة اليومية ومعاناة المجتمع، ولكن بمنطق التغلب على الصعوبات وإيجاد الحلول ما أمكن، وليس بمنطق الهروب من مواجهتها.
“أبو الفنون” مسرح لن يشيخ بجهود المخلصين له، وسيعيش إلى الأبد بفنه الخالد المليء بالسحر والجمال والإبداع، في مهد الحضارة وتراثها الإنساني، في سورية العريقة والشامخة أبداً.