حسين صقر
الظروف المعيشية الصعبة و ضعف مصادر الدخل، غالباً ما تدفع بالمواطن للبحث عن سد ثغرة المتطلبات الحياتية اليومية التي لاتنتهي.
الجمعيات الشهرية إحدى الطرق التي يلجأ إليها ذلك المواطن، سواء كان موظفاً أم غير ذلك، في وقت يعدها بديلاً عن القروض ذات الفوائد المرتفعة، وإن كانت قيمتها قليلة بالمقارنة بالقروض، دون أن ننسى الإجراءات المعقدة والروتين الذي يجعل الغالبية العظمى يعكفون عن التقديم للحصول عليه.
وبالتالي فالجمعيات الشهرية أو الأسبوعية زاد انتشارها مؤخراً لشراء الحاجيات العادية والتي كان المواطن يحصل عليها دون هذا العناء.
الموظفة علا محمود تقول لصحيفة “الثورة”: أشترك في الجمعيات الشهرية منذ زمن بعيد، وتلك الجمعيات ينظمها الزملاء والأصدقاء لشراء مستلزمات إما المدارس والأعياد وحتى شهر رمضان، وتكون آلية التوزيع إما حسب الحاجة أو القرعة أو حتى الترتيب الأبجدي لأسماء المشتركين، وأحياناً يتم التبديل بين تلك الأسماء بعد أن ينتظم الدور.
بينما يرى هاني معوض أن الجمعيات سواء كانت شهرية أم أسبوعية تساعده في عملية الادخار وتأمين المبالغ التي قد يحتاج إليها في أي وقت كالزواج أو البناء أو ما شابه من أعمال ضرورية، دون الاستدانة من أحد، دون أن تحمّل تلك الجمعيات أعباء إضافية تضاف إلى ديونه.
بينما أوضحت إسراء نادر أنها تحرص منذ سنوات بعيدة على المشاركة في كثير من الجمعيات بحسب قدرتها المالية، وبينت أنه كلما زاد عدد المشتركين وقلت رقم المشاركة كلما كان العبء خفيفاً شرط ألا تتجاوز السنة.
بدوره قال سعد الدين بيروتي أنه بالإضافة للاشتراك بالجمعيات، غالباً ما يقوم هو بتنظيم الدور وتحصيل المبالغ، والإشراف على تبديل الأدوار بين المشتركين وبموافقتهم أو بطلب منهم، أو التدخل للتبديل بعد مشاورة صاحب الدور إذا اقتضى ذلك لدى مشترك آخر، أو كانت الحاجة لديه بمرض أو بطارئ، وأشار إلى أنّهم ينسقون الدور فيما بينهم بشكل توافقي، كل حسب حاجته للجمعية في شهر معين.
وأضاف بيروتي أن الأولوية للمضطرين، كي يتمكنوا من شراء الحاجيات على اختلاف الظرف والزمان.
وقالت خبيرة التدبير المنزلي نجوى العبدالله: إن الجمعيات الشهرية تمثل في الأساس إطاراً تنظيمياً مالياً بين مجموعة من الأشخاص، لتساعدهم في الخروج من الضائقة المالية أو تأمين شراء حاجات لاتستطيع الأسر شراءها من دخلها الشهري، موضحة أن تلك الجمعيات المالية على اختلاف المدة تتميز بأنها تجنب المشتركين الإجراءات التي تكون صعبة أحياناً في بعض المصارف التي تمنح القروض.
ولفتت عبد الله إلى أن الجمعيات توفر حلاً للأشخاص الذين يسعون إلى الحصول على مبالغ ضئيلة غالباً لدعم القدرة الشرائية دعماً دورياً بعيداً عن تلك الإجراءات وقيمة الفوائد على المبالغ المقترضة.
وأضافت أن هذه الجمعيات سواء شهرية أم أسبوعية ساعدت الأفراد على الادخار وتوفير المطلوب منهم أثناء الحاجة لذلك، وبينت أن هذه الجمعيات تعتمد طابع الالتزام المالي والأخلاقي الذاتي المبني على الثقة بين الأطراف المشاركة والصدق، في إطار تكافلي بين الأطراف المشاركين.