الثورة – ترجمة رشا غانم:
أفادت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية مؤخراً بأنّ الولايات المتحدة عرضت على شركات الطّيران الصّينية العدد نفسه من الرّحلات بين البلدين لشركات الطّيران الأمريكية بشرط أن تقبل شركات الطّيران الصّينية عدم التّحليق فوق سماء روسيا.
ووفقاً للتقرير، بأنّه من المقرر 12 رحلة جوية أسبوعياً لشركات الطّيران الأمريكية إلى الصّين، بمقابل ثماني رحلات متجهة من الصّين إلى أمريكا، حيث ادعت شركات النّقل الأمريكية بأنّها تتحمل تكاليف وقود أعلى من نظيرتها الصّينية، حيث أنّ مساراتها فوق الأجواء الروسية إلى الولايات المتحدة أقصر بكثير.
علاوةً على ذلك، تتظاهر الولايات المتحدة بأنّها الضّحية وتُجبر الدّول الأخرى على أن تكون حمقاء مثلها، حيث أنّ عرض تغيير مسار طيران الرّحلات هو أمر عدواني وعبثي وتعسفي، كما لا تمتلك الولايات المتحدة الحق في إجبار شركات الطّيران للبلدان الأخرى باتخاذ مسار معيّن، ولا يمكن لشركات الطّيران الصّينية أن تقبل بذلك العرض غير المنطقي ولا بأي شكلٍ من الأشكال.
من المعروف أنّ القضية بين الولايات المتحدة وروسيا، ليست بين الصين والولايات المتحدة، وبالتأكيد فإنّ شركات الطّيران الصّينية لن تقبل بشروط الولايات المتحدة فيما يتعلّق بتحويل المسار عن روسيا، في الوقت الذي تحلّق فيه شركات الطّيران للدّول الأخرى دون أن تتعرض لأي إجراء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
يُذكر أنّه منذ اندلاع الأزمة بين روسيا وأوكرانيا العام الماضي، أطلق كل من الولايات المتحدة والغرب سلسلةً من العقوبات ضدّ روسيا، وعلى أيّ حال، فلم تستطع تلك العقوبات أن تحل النّزاعات الإقليمية، بل على العكس من ذلك، فقد زعزعت التّجارة وفاقمت من التّضخم، تاركةً وراءها العديد من اقتصادات دول العالم تتأرجح على حافة الانهيار.
هذا وتمكن الاقتصاد والسّياحة العالميين من التّعافي بعد ثلاث سنوات من التّوقف بسبب تفشي وباء كوفيد19، كما تمكنت الرّحلات الجوية الدّولية في الصّين من استعادة 40% من رحلاتها مقارنة بوضعها في عام 2019، فعلى الولايات المتحدة أن تستفيق على حقيقة أنّ العالم يحتاج إلى التّعاون وليس إلى المواجهات والصّراعات أكثر من أي وقت مضى، وإلا فإنّ البلدان ستقع في فخ العزلة.
المصدر – تشاينا ديلي