بعد زمان على (عكيد) افتراضي طالت حلقات مسلسله حتى داخلها السأم، يحق للسوريين أن يفتخروا بعكيد حقيقي، صنع للكرة السورية ما لم يصنعه غيره، ونرى أنه من الخطأ القول إن الكابتن عمر السومة لم يلعب للكرة السورية وإنما للخليجية، فإنجازه التاريخي هو إنجاز لكل الكرة السورية، وهو قبل كل شيئ كابتن منتخبنا الوطني وحامل شارته.
قاد العكيد فريقه العربي للتتويج بكأس أمير قطر، مع العلم أن آخر لقب دوري حققه العربي قبل أن يحظى بخدمات السومة كان عام ١٩٩٦، وآخر لقب كأس أمير قطر كان عام ١٩٨٩ وقبل ذلك حقق بطولة الدوري مع الأهلي السعودي بعد غياب أكثر من 32 سنة فهو إذاً الورقة الرابحة لأي فريق يتعاقد معه.
الإنجاز غير المسبوق الذي حققه السومة لقب الهداف التاريخي لآسيا فقد رفع رصيده إلى ثلاثمائة وهدفين في مسيرته الاحترافية حتى الآن، لينفرد بالرقم القياسي كأفضل هداف في تاريخ القارة الآسيوية، متجاوزاً أسطورة نادي النصر والمنتخب السعودي، ماجد عبد الله 301 هدف.
لم يكن السومة على الصعيد الشخصي إلا ابناً باراً بفريقه الذي خرج من عباءته، ويعرف كل مشجعي الفتوة ما قدمه السومة من دعم مالي للآزوري ودعم معنوي، ولم يكن إلا ابناً باراً بمنتخبنا الوطني فقد حرص على قيادته في كل المحافل الدولية، وليس ذنب السومة أن المنتخب لم يكن بالمستوى المطلوب ليحقق الإنجازات.
خلاصة القول: إن لدينا اليوم عكيد حقيقي من لحم ودم ولم يعد العكيد مجرد وهم تلفزيوني، صار عندنا أسطورة سورية من طينة الكبار الذين حققوا إنجازات، ليس لأنفسهم فقط بل لبلدانهم، فلا يخفى على أحد أن أي إنجاز للاعب وطني إنما هو إنجاز لسمعة وطنه وسمعة رياضة الوطن، وإذا كان هذا معلوماً فإن عكيد الكرة السورية يستحق كل التقدير والتكريم.