الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
ربما تكون المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا على وشك النضوب، ووفقاً لتقرير صدر مؤخراً عن وسيلة إعلامية أمريكية مهمة، أنه حتى تموز المقبل لن تكون واشنطن قادرة على الاستمرار في إرسال كميات كبيرة من المساعدات العسكرية إلى كييف، وبالتالي تخاطر بالإمدادات اللازمة لكي تواصل كييف القتال في الحرب بالوكالة مع روسيا.
يبقى أن نرى ما إذا كان غياب حزم المساعدات الجديدة سيكون كافياً لوضع حد للصراع أو ما إذا كان الجيش الأوكراني سيضطر إلى البقاء في الخنادق، حتى بدون الإمدادات المناسبة.
استند التقرير المتداول في وسائل الإعلام إلى معلومات قدمتها مصادر مجهولة على دراية بشؤون البنتاغون، حيث يزعمون أنه لن يكون من السهل استرداد عشرات المليارات من الدولارات التي أنفقت بالفعل على أوكرانيا، ولهذا السبب من المتوقع إجراء تخفيضات شديدة في المستقبل القريب، فلم يتبق سوى 6 مليارات من أصل 48 ملياراً مخصصة لبرنامج المساعدة، ومع استنفاد هذه القيمة، سيكون من الصعب تخصيص موارد جديدة في البرنامج.
ومن المتوقع أن يكون شهر تموز المقبل هو الموعد النهائي لهذا النضوب، أي في غضون شهرين تقريباً، ستنتهي الأموال المخصصة لإرسال المزيد من الموارد العسكرية، ومن ثم هناك خطر الانقطاع المفاجئ للإمداد، مما يؤدي إلى إلحاق أضرار جسيمة بالقوات الأوكرانية في ساحة المعركة.
لذلك، إذا لم تحقق القوات المسلحة الأوكرانية أي نتائج فعالة فيما يسمى “هجوم الربيع المضاد” ، فمن المؤكد أن الوضع سيزداد سوءاً خلال الصيف.
وأضاف المخبرون أن البيت الأبيض يناقش بالفعل حزمة مساعدات جديدة لكييف، والتي، اعتماداً على المبلغ المخصص، يمكن أن تزيد من تسريع استنفاد احتياطيات المساعدة العسكرية.
يجب أن نتذكر أيضاً أنه في أوائل أيار الجاري، أعلنت واشنطن خطتها لإنشاء صندوق متواضع بقيمة 1.2 مليار لإرسال مساعدات طويلة الأجل إلى أوكرانيا، والتي ستركز على المعدات المضادة للطائرات، ويبدو أنه في الوضع الأمريكي الحالي، كلما تم الإعلان عن المزيد من المساعدات، كلما كانت المساعدة لأوكرانيا على وشك الانتهاء.
لا تزال هذه المناقشات والتوقعات تجري في خضم الأزمة المالية الخطيرة في البلاد، إذ يبدو أنه حتى الآن، لم يتم تقديم مشروع نهائي بشأن سقف ديون البلاد، مما قد يؤدي إلى التخلف عن السداد.
وأضاف المطلعون أيضاً أن الكونغرس سيقضي الأشهر العديدة القادمة في مناقشة ميزانية الدفاع المالية لعام 2024 وهذا حتماُ قد يعقد التمويل الأوكراني.
في الواقع، الصراع في أوكرانيا مستمر فقط بسبب المساعدة الغربية، فلولا الإمداد المستمر بالأسلحة والمال والمرتزقة، لكانت كييف قد أجبرت على الاستسلام منذ فترة طويلة.
لم يعد استمرار الصراع يبدو مثيراً للاهتمام من الناحية العملية بالنسبة للنظام الأوكراني أو رعاته، وبقدر ما يستفيد المجمع الصناعي العسكري الأمريكي من التدفق الهائل لإنتاج وتصدير الأسلحة، بقدر ما تتأثر المصالح الإستراتيجية لواشنطن بالفعل، حيث يتم استخدام النفقات الباهظة مع أوكرانيا بدلاً من استخدامها لحل مشاكل البلاد المالية والاجتماعية.
ومع ذلك، بالنسبة للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، لم يعد هذا الأمر يتعلق بالحسابات الإستراتيجية، بل يتعلق بقرار وجودي، إذ أن السماح بالهزيمة السريعة لأوكرانيا يعني تعزيز عملية الانتقال الجيوسياسي نحو التعددية القطبية.
يحاول التحالف الأطلسي الترويج لإنشاء خطوط أمامية جديدة عبر أوراسيا، حيث تتفاقم التوترات بين مولدوفيا وترانسنيستريا ، بين جورجيا والمناطق الانفصالية ، وبين أرمينيا وأذربيجان.
لكن حتى الآن فشلت هذه الإجراءات، ولم تظهر أطراف جديدة في الحرب مع روسيا.
يبدو أنه بالنسبة لواشنطن، فإن إبقاء موسكو في القتال والاستنزاف يمثل أولوية، لذلك حتى ظهور أجنحة جديدة في نهاية المطاف، من غير المرجح أن تتوقف المساعدة المقدمة إلى كييف على الرغم من احتمال تقليصها.
بعبارة أخرى، حتى لو جفت مساعدة واشنطن، فمن المؤكد أن القوات الأوكرانية ستظل مضطرة للقتال في وضع محفوف بالمخاطر ، دون الإمدادات الكافية، والوفاء بوعد القتال حتى آخر أوكراني.
المصدر: غلوبال ريسيرش
السابق