ودّعت الأوساط الفنيّة منذ أيام المبدع الراحل هشام شربتجي إلى مثواه الأخير ،والذي ترك بصمته الفنيّة والإبداعية بمسيرة حافلة بالإخراج الدرامي مايقارب النصف قرن ،حيث زرع البسمة والأمل في وجوه الناس….
رحل وبقيت أعماله تجسّد هموم الناس ومشكلاتهم بأبسطها وأعقدها على شاشاتنا ،تنطق حالهم وأحوالهم بإبداع فنّي وعبر أعمال فكاهية تقضّ مضجع الفقر والعوز والبحث عن مصادر عيش كريم، وتسلّط الضوء على الأمراض المجتمعية من رشوة ونصب واحتيال وعلاقات لا اجتماعية ولا إنسانية…
“شيخ الكار” المبدع شربتجي الذي ورّث ابنته رشا الإبداع وعلّم الكثير من المخرجين، يستحقّ لقبه بجدارة في الأوساط الفنيّة والإبداعية ومشورته كانت واجبة في هذه المهنة عن الكاميرات وحركتها والصورة والعدسات والصوت والمونتاج ومختلف التقنيات الحديث منها والقديم ،وعن كيفية إدارة الممثلين ليكون الإخراج الدرامي متقنا يلبي الطموح الفنّي وطموحات المشاهدين المتلقين….
بين الفكاهة والجدّ عرضت أعمال الراحل شربتجي على الشاشات العربية والمحلية وتركت بصمة إنسانية وأثر ابتسامة تعلو الوجوه التي تلهث وراء لقمة العيش هنا وهناك ،ويُعاد عرض الأعمال التي مضى على إنتاجها عشرات الأعوام ونعود لنتابعها وكأنها تُعرض لأول مرة فهي تصلح لكلّ زمان ومكان وكلّ الأجيال أمثال ( مرايا، عيلة النجوم بأجزائها ، جميل وهناء ،يوميات مدير عام ،بقعة ضوء….)
الفنّ الحقيقي والإبداعي في أيّ مجال يعني أن تترك بصمتك التي لا يمحوها الزمن ،وهكذا هم عمالقة الفنّ والإبداع والراحل هشام شربتجي منهم،فمفتاح الأيام الحلوة وأسرار الأبطال تهبّ رياحها في يوميّات الفنّ الأصيل الذي يقدّم المتعة والفائدة للمتلقي.
هناء الدويري