بناء جسور التواصل بين المؤسسات، وتقديم صور جميلة عنها، وتسهيل علاقات العملاء مع بعضهم، وتذليل الصعوبات التي تواجههم، هو الهدف الأسمى لمكاتب العلاقات العامة في أي مؤسسة.
فتلك المكاتب هي المسؤولة إلى حد لا يستهان به عن تقديم منتج مميز سواء أكان مادياً أم معنوياً، ولاسيما إذا قامت بالدور المنوط بها أو المحدد لها على أكمل وجه لخدمة المؤسسة، وليس من أجل العلاقات الخاصة بالعاملين فيها، وتسهيل شؤونهم الخاصة.
فمع كل أسف نرى بعض موظفي مكاتب العلاقات في معظم المؤسسات، لا يؤدون المهمة المطلوبة منهم، ويكتفون بالتسمية الوظيفية فقط والمكاسب، وما يحصلونه لأنفسهم من معارف لتسيير شؤونهم، وذلك على حساب المال العام، غير مكترثين بحجم العواقب التي تترتب عن عدم قيامهم بالدور الأمثل، في وقت يتركون فيه زملاءهم في هذه المؤسسة أو تلك يقلعون أشواكهم بأيديهم، ولمصائرهم دون أدنى اهتمام.
يتناسى هؤلاء أنه من أجل نجاح أي عمل يجب أن يحكم العاملين أو الموظفين أو المديرين والمسؤولين، عامل واحد هو الإحساس بالمسؤولية لتسيير الشؤون، ولا تتحقق الأخيرة إلا بصحوة الضمائر، وبنسيج كامل من العلاقات، لأن نجاح أي عمل هو حصيلة جهد جماعي، وليس فردياً، لكون اليد لا تصفق بمفردها مهما حركت في الهواء.
كما أن المؤسسة لن تكسب التأييد المنطقي والحقيقي من المتصلين، والمتعاونين معها والمستهدفين بخدماتها، إلا إذا حظيت بكادر أمين على مصالحها، يبدأ من أصغر عامل حتى أكبر مسؤول فيها.
فمكتب العلاقات العامة ليس هاتفاً وفاكساً وطاولة ومجموعة أوراق مترامية هنا وهناك لإيهام الزائرين بالعمل، بل هي تقديم تحليل واستشارات للإدارة العليا لدعم القرارات الاستراتيجية، وتنسيق من أجل تقليل الأضرار الناتجة عن الأزمات في الشدة، وزيادة الأرباح والدعم أيام الرخاء والإنتاج.