الثورة – حماة – سرحان الموعي:
تعرض مزارعو محصول البطاطا بريف حماة لخسائر فادحة جراء بيعها بأقل من سعر تكلفتها، من دون أن يلقوا استجابة سريعة من قبل الجهات المعنية، أو حلولاً تعوض خسارتهم، الأمر الذي دفع بأغلب من التقت بهم “الثورة” إلى التهديد بترك زراعة محصول البطاطا وهجرها إلى غير رجعة.
وبيَّن المزارع ياسر ناجي طعمة أن كلفة الدونم الواحد تتراوح ما بين ٢ و٣ مليون ليرة بسبب ارتفاع أسعار الأسمدة والمازوت وعدم توفره وانقطاع الكهرباء وأجور اليد العاملة المرتفعة، يقابله أن إنتاج الدونم الواحد من البطاطا لا يتعدى ٣ أطنان، وسعر الكيلو الغرام الواحد لا يتجاوز ١٢٠٠ ليرة، وبهذه الحالة المزارع خاسر كونه سيقع تحت رحمة التاجر وسماسرة سوق الهال وكلف النقل.
من جانبه قال المزارع هاني المصطفى إن كيلو البطاطا يكلفهم ١٥٠٠ ليرة، ويباع تحت هذا السعر الأمر الذي يجعله خاسر مادياً، مناشداً السورية للتجارة للتدخل قبل فوات الأوان وتقديم أسعار منصفة لهم، علها تبرد أوجاع المزارعين وتخفف من خسارتهم.
المزارع مصطفى القاسم أكد أن زراعة البطاطا الربيعية مهددة بالانقراض بسبب غلاء البذار وبسعر مابين ٨ و٩ ملايين ليرة للطن الواحد وكيس السماد بسعر ٣٥٠ ألف ليرة، ومستلزمات الزراعة من محروقات وبسعر ٧ آلاف ليرة لليتر المازوت الواحد والمبيدات والتي لا تتوفر إلا تهريباً، وربما عديمة الفعالية، ومع هذا فأسعارها باهظة جداً مع غياب أي نوع من الرقابة عليها وضبطها، مشيراً إلى أن المعاناة المستمرة منذ ٤ سنوات أدت الى عزوف الكثيرين عن زراعة البطاطا، إضافة لتدني أسعارها، الأمر الذي أوقع المزارعين بحالة إفلاس، بل وتحت عبء ديون ثقيلة.
وأشار رئيس الجمعية الفلاحية في بلدة خطاب بريف حماة الغربي عبد الكريم الشيخ بكور إلى أن المساحة المزروعة بمحصول البطاطا بالبلدة تبلغ نحو ٥ آلاف دونم والإنتاج يتجاوز ١٦ الف طن ونحن ندعو السورية للتجارة للتدخل واستجرار المحصول كون خطاب قريبة من مدينة حماة ولا تبعد سوى ١٠ كم، منوها بتكبد مزارعي البطاطا تكاليف عالية، مع غياب الدعم لهم سواء بالمحروقات أو الأسمدة، وعدم توفر الكهرباء كما كانت قبل تاريخ الخامس عشر من نيسان الماضي والتي كانت بمعدل ٤ ساعات وصل، وحالياً الكهرباء بمعدل ربع ساعة وصل، فضلاً عن ارتفاع أسعار المحروقات وكافة الخدمات الزراعية.
وناشد الجهات المعنية للتدخل السريع وإيجاد أسواق خارجية لإنقاذ مزارعي البطاطا من كارثة حقيقية، لأنها ستكون السبب في عزوفهم عن الزراعة وبالتالي عدم رفد السوق المحلية بمحصول البطاطا، لأنه مع هذه الخسائر التي لحقت بهم لن يكون هناك زراعة العام المقبل.