الثورة – رفاه الدروبي:
بدأت مشكلات العصر الكبرى منذ منتصف القرن العشرين وما رافقها من تراكم حروب ونزاعات مسلحة. ولازالت الثورة التقنية تتصاعد وتتطور وتنمو كانت في محاضرة عنوانها “إشكاليات العصر الراهن” ألقاها الدكتور معن النقري على منبر فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بحضور رئيس الفرع الدكتور إبراهيم زعرور ولفيف من المختصين.
استهل الدكتور النقري محاضرته بأنَّ تبلور طرح إشكالية عالمية في ساحة الرؤية لدى الفلاسفة المختصين والقانون الدولي إحدى المشكلات لم تجد حلاً لها لعدم وجود رؤية إجمالية حتى وقتنا الراهن أو استشراف مستقبلي، لافتاً أنَّه لابدَّ من بعض الاختصاصات الداعمة نادراً ماتجمع وتستجمع الشتات العجيب ولايوجد رؤية شاملة لدى الفلاسفة نتيجة صدامات وقعت منذ منتصف السبعينات من القرن الماضي.
و قدَّم المحاضر تحليله ورؤيته الخاصة بأنَّ أغلب الأطروحات الفلسفية وذات الاختصاصات المختلفة الأخرى لايمكن أن تشمل كل الجوانب، لأنَّ مشكلات العصر الكبرى خاصة وبلدان العالم النامية لم تستطع أن تكوّن خصوصياتها الكبرى والعالم النامي يتأثر بالثورة العلمية التقنية كونها تضمُّ كلَّ فلسفات العلوم الطبيعية والتقنية والهندسية وحتى الاجتماعية.
كما قدَّم الدكتور معن أربع خصوصيات للمشكلات العالمية الشاملة في ظروف التقدم العلمي والتقني أولها حيتان كبرى جزء من منهجية وثانيها مشكلات العصر وأخرى للعالم النامي وختامها الثورة التقنية العلمية، لافتاً إلى تأسيس مجلس علمي جديد عام ١٩٨٢ في وقت لم توجد فيه مجالس، أي تترأسه هيئة لإصدار حكم متخصص حتى في مجال الفلسفة حيث أصبحت ذات تخصصات في العصر الحالي. ويتناول المجلس كل القضايا والجوانب الكلية برؤية تأملية ومعرفية وأخلاقية.
ثم عاد المحاضر إلى تراث المسألة وأوضح بأنَّ الفلسفة كانت غائبة كلياً عن مشكلات العصر لعدة عقود، وعملت أهمُّ التقارير على معالجة مشكلات العصر الراهن فصدرت نهاية ستينات وسبعينات القرن الماضي أولى التقارير الدولية كانت ذات طابع عالمي بعد نكسة حزيران في المنطقة العربية، منوِّهاً بأنَّ نادي روما مؤسسة أهلية غير حكومية يضمُّ رجال أعمال وسياسيين وتقنيين واقتصاديين في مجالات مختلفة وعدداً كبيراً من أصحاب الشركات وأنَّ النادي كان ناشطاً على المستوى الفكري.
مبيناً أنَّ الفلسفة غابت في العصر الحديث لأنَّ الوضعية منها حيَّدتها وأنَّها لالزوم لها عالمياً، لافتاً بأنَّ العالم مليئ بالمشكلات واعتبرتها حقيقة واقعية وليست مشكلات جدل بيزنطي ولكن تحتاج إلى دعم فكري وتقيمي وتجريدي، منتقلاً بحديثه إلى الحرب الباردة ودورها بداية الثمانينات وعدم توفر تراث فلسفي ولايوجد من يعالجها، وأبدى ضرورة تطوير المنهجيات والمنطق والمنظومة وحتى المنهجيات المعاصرة وتعددية وتداخلية الاختصاصات ومايسمى عبر الاختصاصية أي تجمع عدة اختصاصات في رؤية مشكلة أو إشكالية معينة والمنطق المركب.
وختم حديثه عن النظام العالمي الجديد بأنَّه متعدد الأطراف والميادين والاختصاصات وبالعودة للعرب أنفسهم نجد أن هيكل أو مجسم الكرة الأرضية مأخوذ من اللاتينية المتأخرة مايعني أنَّه يعود الفضل لما أنجزه الإدريسي وروجر لهيكل الأرض.