الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
مجموعة من الشباب بمراحل عمرية مختلفة كانت بداية انطلاقتهم عام 2017 جمعهم شغف الفن إنهم فريق “مسرحيون ولكن” لتكون محطتهم اليوم بجامعة البعث مدرج الآداب برعاية الهيئة الطلابية لكلية العلوم بعمل مسرحي كوميدي ساخر من رحم الحياة بعنوان” حارة مهاجرة”.
التقينا مع مؤلف ومخرج العمل علي محمد ليحدثنا عن هذه التجربة: فرقة “مسرحيون ولكن” عبارة عن تجمع شبابي من الجنسين ممن يمتلكون موهبة مميزة في التمثيل أسست عام ٢٠١٧، قدمنا عروضاً في المركز الثقافي في حمص ومسرح عبد الحميد الزهراوي وجامعة البعث.
قدمنا من خلال مسرحية “حارة مهاجرة” قصة اجتماعية حملت عدة رسائل بطريقة كوميدية، فكل لوحة حملت فكرة أردنا إيصالها لشريحة الشباب، كان دوري في العمل أبو شوقي المختار، أعيش صراعاً مع أبو سامي الذي ينافسني على المخترة ضمن عدة مواقف كوميدية، ينتهي العمل بطريقة تراجيدية، حيث يفرغ الحي من سكانه، نوجه رسالة للشباب بالابتعاد عن الحسد والغيرة والطمع لأنها تؤدي إلى فرقتنا.
تحدثت عضو قيادة فرع الاتحاد مكتب الفنون ساندي طنبري بأن لدى المكتب العديد من الفعاليات الفنية، معبرة عن اهتمامهم بالمسرح كونه ركيزة ونقطة استقطاب محرك للشباب حيث يعمدون لإقامة دورات لإعداد ممثل، ويتمنون أن يخرجوا ممثلين ناجحين.
وكان من الممثلين جعفر علي طالب الحقوق الذي برع بدور “مستو” في العمل ليثبت لنا ليست كل الأدوار الكوميدية أصحابها فارغو العقول بل حمل العمل الكثير من الرمزية والكوميديا الساخرة الهادفة.
أما أنطون دلو “الحلاق” الذي متعنا بحضوره يصدم في نهاية العمل بأن صديقه هو من سرق معدات عمله، رغم ذلك لم يستسلم وتابع عمله لتعويض ما سرق بروح التحدي الموجودة لدى السوريين.
الممثلة شذا القوجة كانت عفوية في أدائها للشابة التي تقصد الحلاق الرجالي ليصفف لها شعرها وتقنعه بالأمر بسبب إلحاحها لتعجبه الفكرة ضمن عدة مواقف كوميدية.
أما كلبشة الممثل محمد إبراهيم فأقنعنا بدوره الذي يطأ أول درجة بالوصول لحلمه بالدراسة بالمعهد العالي للفنون المسرحية..
أما دور اللص فكان من نصيب يوسف بعريني طالب الهندسة البترولية، ومثلت رند النقري دور شابة تقصد باب الحلاق الرجالي أسوة بسابقتها كنوع من التقليد الأعمى لشبابنا.
وقد تألق مؤيد العلي بدور أبو سامي ليقنعنا بأنه رجل مسن بأدائه الاحترافي.
أما رئيس المخفر فأداه قصي الليمون “أبو معتز” الشخصية الطماعة والأنانية والفوضوية ليصل إلى نتيجة في نهاية العمل بأنه فاشل نتيجة طمعه، حيث علم الجميع من السارق قبله.
وأخيراً.. رؤية هكذا شباب وهذه المواهب المميزة حيث أبدعوا جميعاً على الخشبة وكانوا عفويين متمكنين من أدوارهم، يجعلنا نشعر بالفرح بأننا أمام جيل من الشباب الذي يعشق المسرح وسيكون له مستقبل رائع.