الفنـــان ابـــن الحيــــاة يعكــــس خبايــــا روحــــه.. انعكاســـات لصـــدى الألـــــــوان في معـــــــرض فنـــــــي

نوار حيدر:
من انعكاس روحها رسمت لوحاتها، ومن خيال لامس الأفق نسجت ريشتها حكايات جالت عوالم الفن، فأظهرت الأسلوب والرؤية الفنية الخاصة بها، رصدت جمال المحيط فصورته من زاوية فنية إبداعية، جاءت لوحاتها الجدارية المتعددة القياسات لتشكل نافذة لمخزون عميق من المفردات البصرية الخصبة،

استقت من أعماقها الهادئة أبعاداً فنية لتكون باكورة معرضها الفني الفردي الذي جاء تحت عنوان «انعكاسات»، للفنانة التشكيلية ونسة عابد الذي استضافه المركز الثقافي في أبي رمانة، وبرعاية جمعية بيت الخط العربي والفنون، بحضور نعيمة سليمان مدير ثقافة دمشق و عمار بقلة مدير المركز الثقافي في أبي رمانة و غسان غانم أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين و سهيل أبو حمدان رئيس اتحاد الفنانين فرع ريف دمشق …
في لقاء مع الفنانة أكدت أن الفنان ابن الحياة، وهو يعكس ما يجتاح خبايا روحه، وحالاته النفسية والواقعية، كما يعكس من خلال لوحاته الحالة الاجتماعية، والتي تشكل بمجموعها بصمة الفنان في عالم الفن، بما يحمله من رسائل فنية وحضارية وجمالية.

ضم المعرض ٢٣ لوحة، تنوعت بمواضيعها، وحّدتها لمسات ريشتي بألواني الخاصة بي، والتي نفذتها بتقنية الألوان الزيتية على كانفس، فأنا أميل إلى الألوان الترابية الحارة، وأوازن بينها وبين الألوان الباردة في محاولة لخلق نوع من التناغم في كل لوحة، وأحياناً استعملها لإيصال فكرة اللوحة بدفئها أو حزنها أو غموضها، كما أستخدم الألوان مثل البرتقالي والأصفر وتدرجاتهما للتعبير عن القوة والدفء وأحياناً عن التمرد، وأحياناً أخرى أستخدم الألوان الباردة لأعبر عن الهدوء والسكون..
تناولت في معرضي موضوعات مختلفة، صوّرت الطبيعة والطبيعة الصامتة بمفردات بصرية وأسلوب واقعي تعبيري، تماهت فيه الألوان بين الظل والنور لأترك للمتلقي مساحة يقتفي من خلالها أثر الضوء الذي يكتنز دواخله.
كما أنني خصصت حيزاً للبورتريه ليكون بوابة يستشف من خلالها الناظر الحالة الوجدانية والواقعية المتجذرة في النفس، فصورت المرأة في حالات مختلفة، فتارة نجدها في حالة رومانسية أو حالمة، وتارة نجدها رافضة لما تراه من واقع مؤلم فتعصب عينيها لتعود أدراجها إلى المرأة الحالمة بواقع أفضل..

لا تخلو مشاركاتي من لوحات للخيل العربي الأصيل الذي يجسد صفاته فيحملها للمتلقي عمقاً بصرياً ووجدانياً من أصالة وقوة وشموخ ونقاء.
أشارت الفنانة إلى أهمية المعارض الفنية، لما تحمله من رسالة فنية تلقي بصداها في عالم الفن ليستقي منها طلاب الفن والفنون، كما أنه يعكس صورة الحراك الفني، ويلقي الضوء على المدارس الفنية في سورية، إضافة إلى أنها صلة الوصل بين الفنان والجمهور، فيستطيع الفنان من خلالها أن ينقل إبداعه إلى أكبر قاعدة جماهيرية ممكنة.