الثورة – رانيا حكمت صقر
بألحان تراثية وأصوات شبابية واعدة، نظم أوركسترا “قصيد” بقيادة المايسترو كمال سكيكر حفلاً موسيقياً بعنوان “رحبانيات” اليوم في ثقافي المزة، مؤكداً أن الحفل يعكس عودة الموسيقا الحقيقية إلى سوريا ويكرم إرث الرحابنة والسيدة الكبيرة فيروز، ويمنح فرصاً قيّمة للمواهب السورية الصاعدة.
شارك في الحفل نحو ٣٥ عازفاً ومغنياً شاباً، معظمهم من طلاب جامعات ومدارس، يحملون حلم رفع سوية الفن السوري وإحياء التراث الموسيقي الغني.
افتتح الحفل بأغانٍ حفظها الجمهور عن ظهر قلب مثل “طلعت يا محلى نورها” و”مسرحية الصلح” و”سهرة حب”، فيما قدّم المشاركون أعمالاً تجمع بين الموسيقا والغناء المسرحي.
المايسترو كمال سكيكر وصف هذا الحفل بلقاء مع صحيفة الثورة أنه إثبات وجود للمواهب السورية في بلاد تشتهر بتاريخها الموسيقي العريق، مؤكداً على ضرورة الرقابة في إيصال المعنى وروحه الحقيقيين في الترجمة الموسيقية، ومبرزاً عمق التراث الرحباني والفيروزي.
من جانبهم، عبّر المشاركون ومنهم العازف يونس الغضبان والمغنية ميس سليمان عن فخرهم بالمشاركة، إذ اعتبروا الحفل نقلة نوعيّة في مسيرة الموسيقا السورية، تجمع بين الأصالة والتجديد، ويعبر عن معاناة الوطن وأحلام شبابه.
أما المغني ريمون خوري قال: إن حفل اليوم بمثابة إحياء تراث عريق وطرب أصيل، تربى عليه الشعب السوري وهو إثبات وجود للمواهب الشّابة في سوريا التي تستحق الدعم الدائم.
أستاذ الإعلام الدكتور أحمد علي الشعراوي أشاد باختيار الأغاني ورفعة الذوق الفني للحفل، واعتبر موسيقا الرحابنة رمزاً حضارياً سورياً يدل على عمق ثقافة هذا الشعب، موضحاً أن الشعب السوري يعشق الموسيقا ويحرص على تطوير أدائه.
يُشكّل حفل “رحبانيات” رسالة واضحة تعكس ارتباط الجيل الجديد بتراث سوريا الموسيقي العريق، وما زالت الموسيقا تمثّل نبض الحياة وروح الثقافة السورية.
وسط تحديات الواقع، تثبت المواهب الشابة أن الفن باقٍ ومزدهر، يحمل لواء الإبداع والتجديد، ليبقى اسم الرحابنة وفيروز منارة تضيء طريق الموسيقا السورية على مر الأزمان.