إجراءات التهويد تتسارع في الضفة.. والمستوطنون يكثفون اعتداءاتهم.. الاحتلال يصيب عشرات الفلسطينيين في «العروب».. ويهدم منشآت تجارية في القدس
ناصر منذر:
بهدف تكريس الاحتلال على الأراضي الفلسطينية التاريخية، تكثف سلطات الاحتلال الإسرائيلي خطواتها التهويدية للاستيلاء على المزيد من الأراضي وممتلكات الفلسطينيين، لخلق واقع جغرافي وسكاني يستحيل معه قيام دولة فلسطينية، إذ ان فرض الاحتلال المزيد من القوانين العنصرية وإقامة المزيد من البؤر الاستيطانية يؤدي إلى تقطيع أوصال الجغرافيا الفلسطينية،
ويعزل كل منطقة على حدة، ويضاف إلى ذلك الجرائم اليومية المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني بهدف ترهيبه وتهجيره قسراً عن أرضه وممتلكاته، الأمر الذي يواجهه الفلسطينيون بكل عزيمة وثبات، لإفشال مخططات الاحتلال.
وفي سياق الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات في مخيم العروب شمال الخليل.
وأفادت وكالة وفا نقلاً عن مصادر أمنية ومحلية بأن مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي عند مدخل مخيم العروب شمال الخليل، أطلق خلالها جنود الاحتلال قنابل الغاز السام المسيل للدموع صوب المواطنين ومنازلهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام، عولجوا ميدانياً.
يأتي ذلك في وقت اقتحمت فيه قوات الاحتلال قريتي قوصين وتل غرب نابلس، واعتقلت أربعة مواطنين بعد مداهمة منازلهم، بينما هدمت آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي، بحماية قوات الاحتلال منشآت تجارية وغرفة من الصفيح لأغراض سكنية في حي وادي قدوم في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.
ونقلت الوكالة عن مركز معلومات وادي حلوة قوله في بيان صحفي، إن آليات قوات الاحتلال انتشرت في شوارع حي قدوم، وحاصرت قطعة أرض وأغلقت محيطها ثم قامت باقتحامها، ومن بعد ذلك قامت بهدم المنشآت فيها، بذريعة عدم الترخيص من قبل سلطات الاحتلال.
على التوازي، وفي ظل تناوب الأدوار الإجرامية بين قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين أصيب عشرة مواطنين، بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والحجارة، والعشرات بحالات اختناق بالغاز السام، خلال هجوم للمستوطنين على منازل المواطنين في جالود، جنوب نابلس.
وأفادت وكالة وفا نقلاً عن المسعف والناشط بمقاومة الاستيطان بشار قريوتي، بأن عشرات المستوطنين هاجموا منازل المواطنين، ما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وسبعة آخرين بالحجارة، والعشرات بينهم أطفال بالاختناق بالغاز السام.
وأكد أن طواقم الدفاع المدني وإسعاف قريوت أخلت عدة عائلات من ثلاثة منازل جراء الهجوم، مشيراً إلى أن أهالي قرية جالود والقرى المجاورة تمكنوا من صد الهجوم.
كذلك اعتدى مستوطنون على ممتلكات المواطنين في خربة الدير بالأغوار الشمالية، وفق ما أفاد به مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس معتز بشارات، موضحاً بأن مستوطنين اعتدوا على ممتلكات المواطنين وأشعلوا النيران في «بآلات» قش، وأعلاف يستخدمونها في إطعام ماشيتهم. هذا في وقت هاجمت فيه مجموعة من المستوطنين مركبات المواطنين بالحجارة قرب مدخل قرية ياسوف شرق سلفيت، قبل أن يقوم المستوطنون بإغلاق الطريق المؤدية للقرية، وقد تصدى الشبان لهم وأجبروهم على مغادرة المكان.
إلى ذلك اقتحم عشرات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وذكرت وكالة وفا نقلاً عن مصادر محلية أن عشرات المستوطنين اقتحموا «الأقصى»، على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية في المنطقة الشرقية منه، واستمعوا إلى شروحات حول «الهيكل» المزعوم.
وعلى صعيد إجراءات التهويد المتسارعة التي تتخذها سلطات الاحتلال بهدف تعميق سيطرتها على الضفة، تخطط حكومة الاحتلال وفق ما ذكرته وكالة وفا، لفرض قوانين بيئية على مدن الضفة، وذلك من خلال مشروع قرار يقضي بإقامة منشآت في أنحاء متفرقة بالضفة تحت مزاعم معالجة النفايات في القرى الفلسطينية، وبقضي أيضاً بإجراء تعديلات في ما يسمى «التشريعات العسكرية الإسرائيلية» التي تسري على الضفة، ومن ضمنها فرض أمر الحفاظ على النظافة بوساطة أوامر عسكرية، ما يسمح بفرض غرامات والاستيلاء على مركبات لدى وجودها في مواقع تجميع النفايات.