غير رابحة

لا شمولية لعمل أو أحد في فترات الحروب والأزمات وإنما المتاح من جبهات العمل هو الاختصاص الوحيد ضمن كل المشهد، كَبُرَ أم صغر، توسع أم تضيق، ناهيك طبعاً عن أن التكليف يكون سيد الموقف ضمن الاختصاص أو خارجه.
لعل ما سبق ينطبق بشكل كامل وحرفيّ على المصارف العامة تحديداً وبالدرجة الأولى، حيث لم يعد من اختصاص لها، ولم يعد من توجه محدد لها، فالكل نظرياً يعطي القروض السكنية، والكل يعطي القروض الشخصية والكل يموّل التنموي والاستثماري والكل يغطي كل شيء، وبالتالي أين الاختصاص؟
وعلى المقلب المقابل، فالكل غير قادر على تنفيذ القروض التي يتغنّى بها والكل غير قادر على الخروج من مأزق الضمانات، وكذلك حال بيع العقارات المتملّكة من المصارف ضماناً لقروض لا تعادل ربع عُشرها، فالأغلبية لوّثتها الأخبار والأقاويل بشحم وهُباب الإفادة من البيع، والتربّح من الاتفاق مع أصحاب الأموال على بيعهم أملاك المتعثر مقابل عمولة مجزية -حسب الأقاويل- وعليه، أين الشمولية في العمل المصرفي إن لم يكن من قدرة على تنفيذ إلا عمليات البيع المذكورة؟!
من المؤكد أن الاستراتيجية الوحيدة التي تقوم حالياً في العمل المصرفي هي التكليف وكذلك المتاح، في ظل ضيق واضح في جبهات العمل وعدم رغبة من الجهات المشرفة على مدى سنوات في إفساح المجال للمصارف باستثمار آلاف ملياراتها المكدسة في خزائنها وحساباتها، في وقت يمكن فيه لبعض أو نصف هذه الأموال تغيير المشهد الاقتصادي الإنتاجي بشكل واضح جليّ ولو على مستوى الإنتاج البسيط المعيشي اليومي.
ليس تمويل قرض هنا وكفالة قرض هناك بعمل مصرفي يستوجب التغنّي فيه، بل هو في أفضل حالاته أسوأ أنواع الاستثمار، بل شبيه بما تصفه أدبيات المصارف بإيداع الأموال لدى البنوك وتقاضي الفوائد عليها باعتباره الاستثمار الأسوأ، بل لعل طلب المصارف السماح لها بتوسعة حجم أعمالها أكثر إلحاحاً وضرورة من كل ما تقوم به على اعتبار أغلبية ما تتغنى به من أرباح غير حقيقية، بالنظر إلى أن الإيداع يعني الفائدة، والفائدة تعني مالاً مدفوعاّ للمودع، والمال يتأتّى من المصارف نفسها التي تنحصر مصادر إيراداتها بما يأتيها من فوائد ناجمة عن التموّل والتسليف، وباعتبار ما من تسليف حقيقي ولا تموّل حقيقي، فالإيداعات خسارة كبيرة، وما تدفعه المصارف منها يجعل منها على الأقل غير رابحة.

آخر الأخبار
قلعة حلب .. ليلة موعودة تعيد الروح إلى مدينة التاريخ "سيريا بيلد”.  خطوة عملية من خطوات البناء والإعمار قلعة حلب تستعيد ألقها باحتفالية اليوم العالمي للسياحة 240 خريجة من معهد إعداد المدرسين  في حماة افتتاح معرض "بناء سوريا الدولي - سيريا بيلد” سوريا تعود بثقة إلى خارطة السياحة العالمية قاعة محاضرات لمستشفى الزهراء الوطني بحمص 208 ملايين دولار لإدلب، هل تكفي؟.. مدير علاقات الحملة يوضّح تطبيق سوري إلكتروني بمعايير عالمية لوزارة الخارجية السورية  "التربية والتعليم" تطلق النسخة المعدلة من المناهج الدراسية للعام 2025 – 2026 مشاركون في حملة "الوفاء لإدلب": التزام بالمسؤولية المجتمعية وأولوية لإعادة الإعمار معالم  أرواد الأثرية.. حلّة جديدة في يوم السياحة العالمي آلاف خطوط الهاتف في اللاذقية خارج الخدمة متابعة  أعمال تصنيع 5 آلاف مقعد مدرسي في درعا سوريا تشارك في يوم السياحة العالمي في ماليزيا مواطنون من درعا:  عضوية مجلس الشعب تكليف وليست تشريفاً  الخوف.. الحاجز الأكبر أمام الترشح لانتخابات مجلس الشعب  الاحتلال يواصل حرب الإبادة في غزة .. و"أطباء بلا حدود" تُعلِّق عملها في القطاع جمعية "التلاقي".. نموذج لتعزيز الحوار والانتماء الوطني   من طرطوس إلى إدلب.. رحلة وفاء سطّرتها جميلة خضر