الثورة- مها دياب:
“أزمة قلبية”.. لعل هذا المصطلح بات الأكثر شيوعاً وقلقاً بين الناس، نتيجة ارتفاع نسبة حالات الوفاة بها فجأة ودون سابق إنذار، ولاسيما بين الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة.
خلال دقائق
كيف نتصرف عند وقوعها؟، وكيف ننقذ من حولنا إذا أصيبوا بها؟ وكيف نتفاداها إذا شعرنا بأعراضها؟، وما أسبابها ومسبباتها؟، كل تلك الأسئلة طرحناها على الدكتور محمد إبراهيم الصمادي الاختصاصي بالأمراض القلبية، الذي أجاب عنها بشكل علمي مبسط وواضح.
الدكتور عرف لنا بداية “الأزمة القلبية” بأنها حالة طارئة تهدد حياة الإنسان نتيجة خلل في عمل القلب، وتسبب فقدان وعي أو انهيار، وفي كثير من الأحيان تكون قاتلة، إذا لم يتم التعامل معه بشكل إسعافي سريع وخلال دقائق.
وبين الدكتور الصمادي أنها تحدث نتيجة مجموعة من الأعراض والعلامات لدى المصاب بسبب وجود تضيق أو انسداد في واحد أو أكثر من الشرايين القلبية الإكليلية التي تغذي العضلة القلبية، الأمر الذي يؤدي إلى نقص تروية قلبية حاد(خناق صدري)، أو انقطاع التروية الدموية بشكل تام (احتشاء عضلة قلبية).
أعراض واضحة
وفيما يتعلق بالأعراض والعلامات التي تشير إلى حدوث نوبة قلبية أكد أن هناك علامات وأعراضاً واضحة تبين أن هناك خللاً في الجسم تستوجب المتابعة فوراً، منها ألم طاعن أو ضاغط على الصدر، قد ينتشر نحو الذراع الأيسر أو الأيمن، أو الفك السفلي والرقبة أو ما بين لوحي الكتف، ويحدث بشكل مفاجئ، وقد يحدث غثيان وإقياء أحياناً، ويرافق ذلك تعب عام وإرهاق، ودوخة أو دوار.
كما أن النوبة القلبية تحدث بسبب تضيق أو انسداد في الشرايين الإكليلية المغذية للقلب، وتكون ناتجة عن تصلب عصيدي في جدار الشريان أو نتيجة تخثر دموي مباشر يؤدي إلى انسداد الشريان بالخثرة الدموية.
وبالنسبة للأعمار التي تكون أكثر عرضة لحدوث نوبات قلبية، أشار إلى أنه لا يوجد سن محدد لحدوث الأزمة القلبية ولكنها عادة تكون أكثر “حدوثا” عند الرجال بسن أكثر من ٤٥ عاماً، والنساء بسن أكثر من ٥٥ عاماً، ولكن في السنوات الماضية زادت بنسبة كبيرة بين الشباب والأعمار الصغيرة.
ولفت إلى ضرورة التعامل مع عوامل الخطر التي تزيد من نسبة حدوثها بحذر شديد ومحاولة علاجها بأسرع وقت، وأخذ الأدوية المناسبة والالتزام بمواعيدها، ولاسيما الأمراض المزمنة والخطيرة، كارتفاع ضغط الدم الشرياني، والداء السكري، والتدخين، وارتفاع الشحوم الثلاثية، والكولسترول، البدانة (زيادة الوزن)،وقلة الحركة، والقصة العائلية لحدوث الجلطات القلبية، وبعض الأمراض المناعية.
كيف نتصرف؟
أوضح الدكتور أنه في حالة شعور الشخص بأعراض “الأزمة القلبية”، ولاسيما إذا كان بمفرده فعليه المسارعة إلى طلب المساعدة الطبية، وتناول حبة الأسبرين على الفور، كما يجب على الأشخاص المحيطين به التأكد من عمل القلب والرئتين (نبضات القلب وحركات التنفس)، وفي حال كان توقف القلب فيجب البدء بإجراء الإنعاش القلبي الرئوي، وذلك بإجراء ضغط على الصدر بمعدل ١٥ ضغطة،ثم إجراء تنفس اصطناعي للمريض (فم – لفم)،وتكرر ريثما يصل الإسعاف وحتى يستعيد المصاب نبضات القلب وحركات التنفس.
تدابير وقائية
وختم الدكتور حديثه ببعض النصائح الطبية التي يجب اتباعها للوقاية والتخفيف من الأزمات القلبية، كممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم وكذلك تخفيف الوزن، واتباع نظام غذائي صحي متوازن، يحتوي على نسبة جيدة من الخضار والفواكه ونسبة أقل من الكربوهيدرات والدسم، وعلى ضرورة الإقلاع عن التدخين لأنه من أبرز العوامل المسببة للأزمات القلبية.