الثورة – مها دياب:
يعد تطوير مهارات التواصل الجيد أمراً مهماً وضرورياً للجميع مع التطور الهائل في التواصل والعلاقات سواء أسرية أم مهنية، وحاجة ملحة للمرأة خاصة، لأنه يسمح لهن بنقل أفكارهن للآخرين بشكل فعال، ويسمح لهن ببناء علاقات قوية وصحيحة ومريحة، وكما يساعدهن بالتنقل في المواقف الاجتماعية بسهولة.
كما تمكن معرفتهن بهذه المهارات وبشكل خاص وهام من التعبير عن احتياجاتهن ورغباتهن، والتفاوض بفعالية للحصول عليها، ولتأكيد أنفسهن في الأوساط المهنية والشخصية، وتساعدهن على التقدم في حياتهن المهنية بشكل واضح ومميز، ويُتوقع منهن غالباً أن يكنَّ متواصلان فاعلات في كل من التنسيقات الكتابية والشفوية.
عملية مشاركة
المعالجة النفسية آسيا السعيد تعرف التواصل على أنه عملية مشاركة الأفكار والحاجات والمشاعر مع الآخرين سواء باستخدام الصوت أو تفاعلات الجسد كحركة اليد ونظرة العين.
ومن خلال عملها كاختصاصية وجدت أن الكثير من المشكلات والمواقف السلبية كانت بسبب سوء الاتصال وعدم معرفة أو فهم أدوات ومهارات الاتصال الفعال لدى الكثيرين، وخاصة النساء، الأمر الذي عرضهن للكآبة وعدم القدرة على حل أمورهن أو التعامل مع الآخرين بشكل جيد، ولكن النقطة الإيجابية هنا هي تقبل المجتمع لفكرة المعالجة النفسية وطلب الكثير منهن للمساعدة النفسية من أجل إصلاح أنفسهن وحياتهن اليومية.
وعن أهم مهارات التواصل للمرأة.. تقول السعيد: على المرأة أن يكون لديها قدرة ومعرفة بأهم مهارات التواصل لتستطيع التعامل مع محيطها الصغير والكبير بدءاً من علاقتها بأبنائها وزوجها، والجيران والأهل مروراً بتواصلها الصحيح مع المجتمع عامة لتلبية احتياجاتها واحتياجات المنزل وصولاً إلى علاقاتها المهنية ضمن العمل بالنسبة للمرأة العاملة، من فهم لإشارات الجسد والصوت في التعبير لتأخذ ردة الفعل الصحيحة دون الوقع في المشاكل وسوء الفهم بالتالي ضياع حقها.
تواصل فعال
أما أهم مهارات التواصل الفعال، فبينت أنه في المرتبة الأولى هي، الإصغاء، حيث يعتبر الإصغاء للآخرين اتصالاً في حد ذاته، وكمهارة نفتقدها كثيراً لدى الآخرين والنساء خاصة لأنهن يعتقدن أن الكلام والصوت العالي والتذمر هو الحل للتواصل وحل مشكلاتهن، لذلك دائماً ما يجب تدريبهن على الإصغاء جيداً حتى لو لم يكن الحديث كما يريدن أو فيه سوء فهم لأنه يساعدهن أولاً على معرفة أفكار وآراء الطرف الآخر وما يريد ومعرفة المشكلة بكل تفاصيلها وبالتالي بداية الحل.
المهارة الثانية والهامة أسرياً خاصة في علاقتها بأبنائها وزوجها هي: التوافق والاستماع والابتعاد عن اللوم، مهما كان الموضوع كبيراً ومعقداً، من أجل الحل والتوجيه الصحيح، فالكثير عندما يتعرضون لموقف أو مشكلة لا يريدون منك الحل بل فقط الإنصات والتفاعل والتعاطف من دون لوم أو جرح، وهذا عملياً يكون بداية لحل الكثير من المشكلة بسبب راحة وهدوء وعدم انفجار الطرف الآخر، لشعوره بمحبة واحترام من يستمع إليه.
المهارة الثالثة والتي أصبحت مطلباً ملحاً للجميع، هي: الانتباه للتواصل غير الشفهي ولغة الجسد خاصة مع التطورات الهائلة في العلاقات والحساسية المفرطة من الجميع بتواصلهم.
المهارات الجسدية
وهنا تؤكد الاختصاصية النفسية على تعليم النساء الكثير من المهارات الجسدية وما تعبر عنه كل حركة وفهم حركات اليد والوجه، وملامح التعبير الجسدي، والنظرات، وإشارات الجسد، تعد هذه المهارات أساسية في فهم رسائل الجسد التي يعبر عنها الأفراد خلال التواصل غير اللفظي، ويساعد فهم حركات اليد والوجه في تحليل المشاعر التي يعبر عنها الشخص الآخر، فمثلاً يمكن لحركة اليد أن تعبر عن الثقة أو القلق أو الاستسلام.
خامساً، على المرأة أن تكون صريحة وواثقة في نفسها ومتفاعلة مع اختيار الوقت المناسب للتواصل.. وهذه كلها مهارات تواصل فعالة وهامة يجب أن تعرفها جميع النساء وتمارسها في حياتها الشخصية ضمن المنزل أو في علاقاتها المهنية في العمل.
وفي نهاية المطاف، تؤكد الاختصاصية السعيد أهمية تعلم تطوير مهارات التواصل الجيدة وطلب المساعدة النفسية من دون إحراج، كونه يساعد على الشعور بمزيد من الثقة والتمكين والقدرة على تحقيق الأهداف في التواجد وبقوة ضمن المجتمع.