الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
لفتت رئيس دائرة الصحة النفسية في وزارة الصحة الدكتورة أمل شكو لـ “الثورة” إلى أن تلبية احتياجات الصحة النفسية- الاجتماعية جزء حيوي مهم من عمل الجهات المعنية لدعم المجتمعات الصحية، خاصة لما تسببه حالات الطوارئ والكوارث من خسائر فادحة ليس فقط للصحة الجسدية، بل وتأثيرها أيضاً على الصحة النفسية لهم ومعيشتهم، حيث تساعد الصحة النفسية السليمة في السيطرة على الانفعالات، وبالتالي يتم توجيه سلوك الاجتماعي بشكل سليم وصحي.
وفي إطار ذلك إن تعزيز الصحة النفسية والعناية بها لا يقل أهمية عن العناية بالصحة الجسدية، بل يُعتبر مكملّاً لها، فنحن كأفراد نمرّ بالعديد من الضغوطات الحياتية والمجتمعية والاقتصادية والعاطفية التي تولّد الإرهاق والتوتر والاكتئاب، والتي جميعها تلعب دوراً كبيراً في صحتنا النفسية. وتؤثر حالتنا النفسية على الأنشطة اليومية والتواصل الاجتماعي مع العائلة والأصدقاء والمجتمع.
وأوضحت أنه غالباً ما تعرّض الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ الأخرى الناس لأحداث مؤلمة للغاية، حيث يفقدون أحباءهم ومنازلهم وسبل عيشهم، وإذا تركت هذه الجروح الخفية من دون علاج، فيمكن أن تسبب ضرراً خطيراً وطويل الأمد للأفراد والأسر والمجتمعات بأكملها.
وأشارت أنه يتم العمل لتخفيف التوتر والقلق من خلال إدراك أن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، حيث تُعتبر الصحة النفسية جزءاً من حياتنا اليومية التي قد تتراوح مخاوفها التي يواجهها الجميع، من قلق يومي إلى حالات خطيرة طويلة الأمد، فغالباً ما يشعر الأفراد الذين يُعانون من صحتهم النفسية بالوحدة.
وأن يكون الأفراد لطفاء مع أنفسهم ومع الآخرين، فالإحسان هو الخطوة الأولى التي يمكنكم اتخاذها بحق أنفسكم لجعلها بحالٍ أفضل. لا تلوموا أنفسكم بسبب الظروف وكونوا لطفاء نحو أنفسكم، وأن يتم إظهار التعاطف مع الآخرين وتقديم المساعدة لهم، وأيضاً أن يتم البحث عن الأدوات المختلفة لدعم الصحة النفسية، من خلال ممارسة التمارين أو الفنون الإبداعية، أو حتى تعلم هوايات وبناء مهارات معرفية وإبداعية جديدة تساعدكم على التخفيف من التوتر والقلق.
وأوضحت رئيس دائرة الصحة النفسية أنه يجب حماية الصحة النفسية من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي السلبي، حيث يُظهر البعض على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أسلوب حياة قد يكون بعيداً كل البُعد عن الحقيقة، وقد يُصبح الأمر مرهقاً ومثيراً للقلق والتوتر عندما يبدأ مختلف الأشخاص بمقارنة حياتهم وواقعهم بما يرونه على منصات التواصل الاجتماعي، وكذلك التواصل مع النفس وأن يعيش الأفراد اللحظة، وأن يكونوا حاضرين في اللحظة الحالية والتركيز على ما يقومون به بدلاً من التفكير الزائد بالمستقبل والماضي، وتعلم مهارات جديدة.
وسلطت الضوء على أهمية القيام بالاسترخاء والتخلص من التوتر، فإذا كان الشخص يشعر بالغضب أو القلق أو الحزن، فهذه جميعها مشاعر طبيعية جداً. فيجب تقبل المشاعر مهما كانت ولا تقسوا على أنفسكم بل اسمحوا لها الشعور بهذه المشاعر كما هي، منوهة بأهمية طلب المساعدة في حال الشعور بالعجز أو الإرهاق، وألا يتردد الشخص في طلب المساعدة من اختصاصي الصحة النفسية أو مقدّمي الرعاية الصحية النفسية، فطلب المساعدة سواء من المختصين أو من شخص ذي ثقة ما هو إلّا دلالة على القوة، لما يشكله من ثقة بالنفس وبالصحة النفسية.