الثورة- فادية مجد:
خمسة عشر عاماً ومشفى (خزنة) الوطني في ريف صافيتا البعيد ( سبة ) والذي استلمته مديرية صحة طرطوس منذ عام ٢٠٠٨ من أحد المتبرعين، مازال أمر تسليمه وتشغيله أسير الانتظار .
هذا المشفى الذي كان من المقرر أن يتم وضعه في الخدمة خلال سنوات قليلة من تسليمه، نظراً للحاجة الماسة له في منطقة واسعة تفتقر لمشفى عام.
ولكن رغم المطالبات العديدة والمناشدات من قبل أهالي منطقة سبة والمناطق المجاورة لها، والكتابات الصحفية الكثيرة عنه والوعود والتبريرات غير المنطقية، لم تدفع باتجاه وضع المشفى في الخدمة حتى الآن؟!
أغلب الأهالي الذين تواصلنا معهم عبّروا عن استيائهم للمماطلة والتأخير الكبير والمقصود لتشغيل المشفى .
وأكدوا أن افتتاح المشفى مهم جداً بالنسبة لأبناء المنطقة، ولكل مواطن ليس في قطاع ناحية سبة ومنطقة صافيتا فقط، بل لكل مواطن في القطر، لأنه مشفى عام وفي حال تشغيله سوف يخدم قطاعاً جغرافياً كبيراً، فمن الجنوب يخدم القرى التابعة لمنطقة تلكلخ وشرقاً حتى مدينة مصياف، وشمالاً قرى الشيخ بدر والدريكيش، وغرباً مدينة صافيتا وما يجاورها، علماً أنه لا يوجد في قطاع مدينة صافيتا، مشفى وطني غير هذا المشفى الذي طال انتظارنا لتشغيله في ظل المعاناة من غلاء الأدوية والفحوص الطبية والتحاليل في المخابر الخاصة، وأجور نقل المرضى وإسعافهم والتي تفوق قدرتهم المادية.
المشكلة بتأمين الكادر الطبي
مدير مشفى خزنة الوطني الدكتور نزار خضر و عن أسباب التأخير في تشغيله أفاد بأن هناك وعوداً بافتتاحه، فتجهيزاته الطبية متوفرة، ولكن الذي يعيق تشغيله حتى تاريخه هو عدم تأمين الكادر الطبي اللازم له، فأغلب الأطباء الاختصاصيين والذين من المفترض أن يعملوا به، هم من أبناء منطقة صافيتا والمشتى، وأغلبهم متعاقد مع العيادات الشاملة بصافيتا، وفي منطقتها الصحية ، وكذلك الأمر بالنسبة للأطباء الذين يعملون في منطقة المشتى الصحية وفي مشفى الدريكيش أيضاً، منوهاً إلى النقص الحاصل في عدد أطباء التخدير، وهي مشكلة نعاني منها على مستوى القطر، لافتاً إلى أنه لافتتاح قسم الجراحة لابد من وجود أطباء تخدير.
مقترحات ووعود
وأشار الدكتور خضر إلى أنه تم تقديم مقترح للاستعانة بالأطباء المقيمين ( سنة امتياز ) من مشافي الباسل والتوليد والأطفال بطرطوس واستقدامهم للعمل من خلال تسيير مبيت لهم من مدينة طرطوس باتجاه المشفى، موضحاً أنه عندما يتوفر عدد لا بأس به من الكادر الطبي يمكن أن نقلع بالعيادات إلى أن يتم استكمال العدد الكافي من الكادر الطبي لتشغيل المشفى.
تأخير وتسويف استمر خمسة عشر عاماً، هذا واقع الحال في مشفى خزنة الوطني، وكله في النهاية يصب في مصلحة القطاع الصحي الخاص من مراكز وأطباء ومخابر، والذي يدفع الثمن هم المواطنون أصحاب الدخل المحدود.
وفي النهاية ليس لنا إلا أن نضع قضية المشفى ومعاناة مواطنينا واستغاثاتهم لتشغيله برسم السيد وزير الصحة، فهل يتحقق حلم الأهالي ويوضع المشفى بالخدمة قريباً؟.