الثورة – هنادة سمير:
تنوعت مشاركات معرض دمشق الدولي في دورته الحالية، لتؤكد مجدداً أن هذه التظاهرة الاقتصادية والثقافية ليست مجرد معرض تجاري، بل حدث اجتماعي حيّ يعكس تنوع المجتمع السوري وعمق ارتباطه بالذاكرة الشعبية.
وكما كان “السيران الدمشقي” عادة متأصلة لدى سكان العاصمة منذ زمن الغوطة الخضراء، جاء المعرض ليعيد إحياء هذا التقليد بروح عصرية، عبر مشاركة شركات ناشئة تحمل أفكاراً مبتكرة.
من بين هذه المشاركات اللافتة، شركة لتعزيز ثقافة السياحة الداخلية، والتي تشارك لأول مرة منذ تأسيسها في حزيران 2024.
الشركة التي انطلقت بحسب ما أوضحه العارض محمد شيخ الأرض من فكرة بسيطة لكنها ملهمة، وهي استثمار التنوع الطبيعي والجغرافي والمناخي في سوريا، وتحويله إلى فرصة لتعزيز ثقافة التجوال والتخييم والسياحة الداخلية.
ويقول شيخ الأرض في حديثه لصحيفة الثورة: السوريون بطبيعتهم محبون للاستكشاف، سواء في الغابات أم البادية أم الجبال، ومع عودة الحياة إلى البلاد، شعرنا بضرورة توفير معدات حديثة تساعد العائلات والشباب على خوض تجربة ممتعة وآمنة بتكاليف مناسبة، وتستقطب في الوقت نفسه المغتربين والسياح العرب والأجانب.
منتجات تلبي احتياجات الرحلات
وتعرض الشركة مجموعة واسعة من المعدات التي تلبي احتياجات الهواة والمغامرين، تشمل:خيامًا بمواصفات مقاومة لعوامل الطقس وكراسي قابلة للطي ومجالس أرضية خفيفة الحمل ومدات وسجاد مناسب للتخييم ومناقل معدة للشواء وبطاريات لشحن الهواتف، وستاندات للإنارة وحقائب بمقاسات متنوعة وبرادات لحفظ الطعام والشراب وحقائب إسعاف أولي وأدوات للسلامة.
ويؤكد شيخ الأرض أن المنتجات صُنعت بجودة عالية لتلائم طبيعة الاستخدام، مع أسعار مدروسة تراعي متوسط الدخل السوري، مشيرًا إلى أن بعض القطع يتم استيرادها من الصين وأوروبا وتركيا، بما يتناسب مع السوق السورية
إقبال واهتمام
وقد لاقت معروضات الشركة إقبالاً ملحوظاً من زوار المعرض، ولاسيما من سكان الساحل والشمال السوري، إضافة إلى المغتربين وزوار من دول الخليج الذين أبدوا إعجابهم بتوافر مثل هذه المنتجات في السوق السورية.
ويشير شيخ الأرض إلى أن الشركة اختارت أن تكون انطلاقتها من مدينة إدلب، باعتبارها منطقة غنية بالمواقع الطبيعية والسياحية التي تشجع على التجوال والتخييم.
لا تمثل مشاركة الشركة مجرد جناح تجاري داخل معرض دمشق الدولي، بل هي مؤشر على ولادة توجه جديد نحو إحياء ثقافة السيران والسياحة الداخلية، بما يعزز من قيم التواصل الاجتماعي ويمنح السوريين والمغتربين منهم بشكل خاص فرصة لاستعادة لحظات الماضي بروح جديدة ومستلزمات عصرية.