الثورة – جاك وهبه:
يشهد اليوم الإعلان عن إطلاق “صندوق التنمية السوري”، المبادرة الوطنية التي تسعى إلى جمع التبرعات لدعم مشاريع تنموية شاملة في مختلف أنحاء البلاد، بهدف إعادة بناء البنية التحتية وتعزيز فرص العودة الآمنة للسوريين إلى مدنهم وقراهم بعد سنوات من الصعوبات.
الصندوق سيكون مفتوحاً أمام مساهمات السوريين في الداخل والخارج، إضافة إلى المؤسسات والجهات الداعمة، على أن يتم توجيه هذه الموارد نحو مشاريع تنموية مستدامة تشمل قطاعات التعليم، الصحة، الزراعة، والبنية التحتية، بما يضمن أثراً طويل الأمد على حياة المواطنين.
روح التضامن
وحول الانعكاسات المتوقعة من إطلاق الصندوق، أوضح الخبير الاقتصادي فاخر قربي في تصريح خاص لصحيفة الثورة، ان أحد أبرز أبعاد الصندوق هو إعادة إحياء روح التضامن بين السوريين داخل البلاد وفي الشتات، ومجرد المساهمة في هذا الصندوق تعني أن المواطن في الخارج بات شريكاً فعلياً في عملية إعادة البناء، وهذا يعزز الروابط الاجتماعية ويبعث برسالة ثقة بأن الجميع يساهم في مستقبل مشترك.
وأشار قربي إلى أن التضامن المالي والاجتماعي لا يقتصر على جمع الأموال فقط، بل يمتد ليصبح محركاً نفسياً ومعنوياً للمجتمع، مضيفاً: “حين يرى المواطن أن مشاريعه المحلية تتحسن بفضل مساهمات مشتركة، فإن ذلك يعزز الانتماء ويقوي النسيج الاجتماعي، وهو عامل لا يقل أهمية عن الفوائد الاقتصادية المباشرة”.
مردود مضاعف
وحول الجانب الاقتصادي، شدّد قربي على أن استثمار أموال الصندوق في مشاريع تنموية مستدامة من شأنه أن يخلق فرص عمل واسعة، خصوصاً في مجالات البناء، الزراعة، والخدمات، موضحاً أن كل مشروع جديد هو فرصة عمل جديدة، وعندما يُعاد تأهيل مدرسة أو مستشفى أو طريق، فإن عشرات وربما مئات العمال والمهندسين والفنيين سيجدون عملاً، مما يقلّص من معدلات البطالة ويدعم الاقتصاد المحلي.
كما أكد أن المشاريع الإنتاجية الصغيرة والمتوسطة ستستفيد بشكل مباشر من هذه المبادرة، الأمر الذي يعزز دورة الاقتصاد المحلي ويفتح المجال أمام نمو مستقر، مضيفاً: إن كل ليرة يتم استثمارها في مشروع مستدام ستعود بمردود مضاعف على المجتمع.
مشاريع ملموسة
وأكد الخبير الاقتصادي قربي على أن الصندوق لا يمثل مجرد أداة مالية، بل رؤية مستقبلية لإعادة الثقة بين السوريين، وتحويل التضامن الوطني إلى مشاريع ملموسة تعيد الأمل وتعيد تشكيل البنية الاقتصادية والاجتماعية على أسس متينة.
بهذا، يفتح “صندوق التنمية السوري” نافذة جديدة نحو المستقبل، حيث يتلاقى الدعم الشعبي مع التخطيط المؤسسي لإطلاق مسار تنموي يوازن بين إعادة الإعمار وتعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.