ذكر زميلنا بالقسم الثقافي أمس، إذ كنا سوية في جولة لتغطية فعاليات معرض دمشق الدولي، حالة اللهفة التي رصدتها القلوب، وحصدتها النوايا الطيبة، حين استنفرت جهود جميع المعنين من زائرين وشرطة سياحية ودفاع مدني، حين فقدت إحدى الأمهات الزائرات للمعرض طفلها الصغير بعمر ثلاث سنوات، في لحظة غفلة بالقرب من الجناح السعودي.
لحظات من حبس الأنفاس، وغيرة وجدانية لا توصف، سرعان ما تحولت، معها عواطف الحاضرين بالمكان على مقياس مشاعر “ريختر” الذي هز الكيان البشري بكل ما للكلمة من معنى.
طوفان المحبة النابع من قلوب الناس، من خلال الخوف على طفولة ضائعة لبعض الوقت، عكست عمق الحالة الإنسانية المتجذرة بالفطرة، التي ألفت بين السوريين على امتداد عمرهم الطويل من الآباء والأجداد، إلى الأبناء والأحفاد.
تجربة صغيرة في امتحان الحياة اختبرها السوريون بنقاء الفعل تحت مجهر الوقت الذي آلف، وساعد وساهم بعودة الطمأنينة لخفقات مضطربة في صدر أم كادت أن تغيب عن الوعي.
وأظهر معدن أبناء المجتمع السوري العابر لكل التشوهات، والمسميات، والمصطلحات التي لعب عليها واستثمرها أصحاب المصالح المتعددة، بحرف البوصلة عن الوعي الجمعي والمجتمعي على مدى سنوات طويلة من عمر الأزمة.