الثورة – فؤاد العجيلي:
اندلع حريق هائل في معمل للورق المقوى (الكرتون) في بلدة منيان بريف حلب الغربي مساء يوم أمس الثلاثاء، ما استدعى تدخل فرق الدفاع المدني السوري بشكل عاجل ومكثف للسيطرة على النيران التي امتدت إلى أقسام كبيرة من المنشأة.
وفي تصريح لصحيفة الثورة، أوضح قائد عمليات الدفاع المدني السوري بحلب زياد العبود، أن فرق الإطفاء قامت منذ منتصف الليل في عملية إخماد شاقة وطويلة، واجهت خلالها تحديات كبيرة بسبب طبيعة المواد القابلة للاشتعال داخل المعمل، والتي تسببت باستمرار الحريق وتجدد اشتعاله أكثر من مرة.
وبين العبود أن الحريق تسبب بأضرار كبيرة وجسيمة، إذ طالت ألسنة النيران الآلات والمواد الخام والمنتج النهائي، لافتاً إلى أن فرق الإطفاء لا تزال تعمل حتى الآن.
الجدير ذكره أن العديد من المنشآت الصناعية تتعرض للحرائق بسبب حوادث كهربائية أو تقصير في معايير السلامة، فيما يكون البعض الآخر نتيجة ظروف غير واضحة.
خبراء يحذرون
في هذا السياق، يشير الخبير الاقتصادي الدكتور عبد الحميد حلبي إلى أن كل حريق في منشأة صناعية هو نزف للاقتصاد الوطني، فالخسائر تتضاعف، لأنها لا تحرق الحاضر فقط، بل تحرق المستقبل القريب لهذا المعمل وعماله والقطاعات المرتبطة به.
وأضاف: إن الحل الجذري لم يعد في تعزيز قدرة الإطفاء فقط، بل في فرض رقابة صارمة على معايير السلامة في المنشآت الصناعية، وتوفير الدعم اللازم لتطبيقها، من أنظمة كهرباء آمنة إلى أنظمة إطفاء ذاتية، لأن الوقاية اليوم أرخص بكثير من ثمن إعادة البناء غداً.