الثورة – حسن العجيلي:
تتزايد شكاوى سكان مدينة حلب في فصل الصيف، بسبب ضعف ضخ المياه وتفاقم أزمات التقنين، إذ باتت قلة المياه تشكل معاناة يومية للأهالي في عدد كبير من أحياء المدينة، سواء في الجهة الغربية أم الشرقية.
ويؤكد مواطنون من أحياء متعددة، أن المشكلة ليست محصورة في منطقة واحدة، بل تمتد لتشمل أحياءً، مثل الحمدانية وصلاح الدين وسيف الدولة والسكري، مع الإشارة إلى تكرار الأعطال في الشبكات القديمة وغياب كفاءة التوزيع، ما يفاقم معاناتهم ويزيد اعتمادهم على صهاريج المياه الخاصة.
شبكات متهالكة وضغط سكاني مرتفع
نديم. ب، أحد سكان حي سيف الدولة، وتحديداً في محيط جامع النصر، أشار إلى أن الشبكة المائية في المنطقة “تجاوز عمرها 50 عاماً، إذ تعود لبداية سبعينيات القرن الماضي، عندما كان عدد السكان لا يتجاوز 10 بالمئة من العدد الحالي، منوهاً بأن الشبكة لم تعد قادرة على تلبية الطلب المتزايد، ما يتطلب إعادة تأهيلها، وتوسيعها لتتناسب مع الواقع الجديد.
من جهتها بيّنت فاطمة. ك، القاطنة في حي الحمدانية أن المياه بالكاد تصل إلى البيوت، مشيرة إلى أن مستوى الضخ “ضعيف جداً، وطالبت بزيادة مدة الضخ وتحسين غزارته.
وفي حي مساكن هنانو تحدث توفيق.خ، عن أعطال متكررة في الشبكة تؤدي إلى تأخر وصول المياه أو انقطاعها لفترات طويلة عن الأبنية السكنية وخاصة السكن العمالي.
مشاريع قيد الإطلاق وتحسينات مستمرة
في المقابل أوضحت مؤسسة مياه حلب أنها تتحضر لإطلاق مشروع صيانة شامل لشبكات مياه الشرب في المدينة، بالتعاون مع منظمة اليونيسيف، وأكدت أن المشروع في طور التحضير من خلال اجتماعات فنية مكثفة مع المنظمة، ضمن خطة تهدف إلى تحسين الواقع المائي في المدينة وريفها.
وأضافت: إن ورشات الصيانة تعمل بشكل متواصل على معالجة الشكاوى اليومية وإصلاح الأعطال، في إطار خطة إعادة تأهيل البنية التحتية المائية، إذ تم تنفيذ أعمال صيانة في حي صلاح الدين، شملت إصلاح السكورة الرئيسة وتنظيف أجزاء من الشبكة بعد تحديد مواقع الانسدادات.
كما قامت ورشات المؤسسة باستبدال سكورة رئيسة بقطر 300 ملم في حي الشيخ خضر، إلى جانب صيانة واستبدال سكورتين بقطر 600 ملم، وخط الدفع المغذي المرتبط بمضخات الشيخ نجار، والذي يعد الشريان الأساسي لتغذية المدينة الصناعية والمنطقة الشرقية بالمياه.
وعود بتحسن تدريجي
مؤسسة المياه شددت على أن هذه المشاريع تأتي ضمن مسار طويل الأمد لتحسين ضخ المياه في المدينة، خاصة في ظل الضغط الكبير على الشبكة وتهالك الكثير من خطوطها الأساسية، مؤكدة أن تحسين واقع الضخ في الأحياء المتضررة هو أولوية، وأن التعاون مع المنظمات الدولية يسير بشكل إيجابي لتحقيق نتائج ملموسة على الأرض في الفترة المقبلة.