الثورة – هشام اللحام:
من الطبيعي، وهما اللعبتان الشعبيتان، أن تحظى كل من كرتي السلة والقدم، بهذا الاهتمام والتحركات علناً وفي الكواليس، ذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الخاصة باتحادي اللعبتين، هذه الانتخابات التي أصبحت وللأسف، هدفاً بحد ذاتها، بدلاً من أن تكون وسيلة لخدمة هاتين الرياضتين والنهوض بهما.
تعليمات وشروط
عُرفت لعبة كرة السلة سابقاً، بأنها رياضة المثقفين، فقد كان لاعبوها من حملة الشهادات الجامعية العالية، وكان منهم الأطباء والمهندسون، حتى إنه كانت تجري في كل عام، مباراة كرنفالية بكرة السلة بين طلاب كليتي الهندسة والطب، وكان من بين الطلاب لاعبون من الأندية، لكن
الحال قد اختلف اليوم وللأسف.
ما جعلني أتذكر هذا الأمر، ما يدور من كلام اليوم عن شروط الترشح لانتخابات اتحادي السلة والقدم، ففي كرة السلة كان من بين الشروط وجود الشهادة الجامعية، وكأن هذه الرياضة تريد المحافظة على ما عرفت به بأنها رياضة المثقفين، رغم أن لاعبي كرة السلة اليوم ليسوا من طلاب الكليات كما كانوا أيام زمان.
وبالمقابل هناك مقترح بإلغاء شرط الشهادة الجامعية، وربما الثانوية من قائمة شروط الترشح لانتخابات اتحاد كرة القدم، وهذا ما رآه الكثيرون خطأً كبيراً، لأنه من المهم أن يكون رئيس الاتحاد والأعضاء أيضاً على درجة من الثقافة تؤهلهم لحسن التصرف والقيادة داخلياً وخارجياً.
أسباب وشائعات
ويتساءل المتابعون والمعنيون والمهتمون، عن الأسباب التي كانت وراء هذا المقترح، ونقصد مقترح إلغاء شرط وجود شهادة جامعية أو ثانوية لمن يرغب بالترشح؟! إذ لم يكن هناك أي مشكلة أو عقبة تؤثر في مسيرة كرة القدم بوجود هذا الشرط، صحيح أن القيادة وحسن الإدارة ليسا بالضرورة أن يكونا مرتبطين بحملة الشهادات، ويمكن أن يأتيا بالممارسة والخبرة، ولكن أليس من الأفضل أن يدير شؤون اللعبة مثقفون وخبراء في آن معاً؟ وما الذي يضمن النجاح وحسن التصرف إذا ما كان الأعضاء بلا شهادات وثقافة ومعرفة، وخاصة في المواقف والاجتماعات الخارجية أمام شخصيات كبيرة؟!
ومع عدم فهم الأسباب التي كانت وراء المقترح، خرجت شائعات مختلفة، أبرزها أن إلغاء شرط الشهادة ما هو إلا تمهيد أو تفصيل الانتخابات على مقاسات محددة! هكذا يقال والله أعلم.
وبالمناسبة جرت انتخابات في سنوات خلت، دخلها مرشحون قيل إنهم تجاوزوا شرط الشهادة بشهادات مزورة أو شهادات حولها علامات استفهام!
الخلاصة ورأي
خلاصة الكلام أن من الأخطاء التي تؤثر ليس في الرياضة فقط، أنه كلما أتت أمة لعنت أختها، فدائماً ومع كل اتحاد، ومع كل تغيير في الوجوه، نجد تغييراً جديداً في الأنظمة والقوانين المتعلقة بهذا الاتحاد أو ذاك، وفي أنظمة المسابقات وطريقتها، وما إلى ذلك، للأسف لا يوجد ثوابت، كأن يكون هناك شروط محددة لا تتغير لمن يكون في مجالس إدارات الأندية واتحادات الألعاب، أو أن يكون هناك مواعيد لانطلاقة المسابقات ثابتة وإن تغيرت الاتحادات، بحيث تعرف الأندية كيف ومتى تشكل فرقها وتعدها بناء على هذه المواعيد؟
في كل الأحوال اقتربت ساعة المؤتمرات والانتخابات الأبرز في رياضتنا، والأمل أن يأتي الأكثر كفاءة وإخلاصاً ليقود هاتين اللعبتين، وأن يعيد لهما الألق والإثارة محلياً وخارجياً.