الثورة :
قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق مايك بومبيو: إن القبول الدولي والمحلي المتزايد بالرئيس أحمد الشرع يجعله “الرهان الأفضل لتحقيق نتيجة إيجابية للشعب السوري والمنطقة”، معتبراً أن المرحلة الحالية تمثل تحولاً حقيقياً في النظرة الغربية إلى القيادة السورية الجديدة.
وجاءت تصريحات بومبيو في مقابلة مع صحيفة ذا ناشيونال (The National News)، حيث استعرض تطورات الملف السوري بعد رفع العقوبات الأمريكية والتقارب الذي جرى خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب مع الشرع، مشيراً إلى أن الأخير كان “في وقت من الأوقات موضوعاً على رأسه مكافأة”، لكنه اليوم يحظى باعتراف دولي واسع.
وأوضح بومبيو أن دعم المجتمع الدولي للشرع يستند إلى قناعة مشتركة بأنه الشخص القادر على إعادة تجميع الدولة السورية بعد سنوات الحرب والانقسام، مضيفاً: “الوضع في سوريا كان معقداً للغاية، فالأسد لم يحكم الشرق السوري لسنوات طويلة، وأكثر من 10 ملايين شخص اضطروا للنزوح أو اللجوء، واليوم يُنظر إلى الشرع كأمل واقعي لاستعادة وحدة البلاد واستقرارها”.
وأكد بومبيو أن الرئيس ترامب وصف أحمد الشرع بأنه “رجل قوي” و“مقاتل”، مشيراً إلى أن النجاح الحقيقي سيتوقف على الأفعال لا الأقوال، وأن “الوقت وحده سيخبر إن كان هذا التحول سيقود إلى سلام واستقرار دائمين”.
وأشاد بومبيو بما أنجزه الشرع منذ توليه السلطة، موضحاً أنه “قدّم سوريا على المسرح الدولي بطريقة جديدة تُظهر استعدادها للابتعاد عن نموذج الأسد البائد”، معتبراً أن هذا التطور “يمثل تغييراً جوهرياً في سلوك الدولة السورية ويمنحها موقعاً جديداً بين شركائها الدوليين”.
وأضاف الوزير الأمريكي الأسبق “إن إعادة دمج سوريا في محيطها الإقليمي والدولي” تمثل إحدى أبرز النتائج الإيجابية للمرحلة الحالية، مؤكداً أن التحركات الدبلوماسية التي قادها الشرع “أعادت لدمشق صوتها ومكانتها السياسية” بعد عزلة دامت أكثر من عقد.
واعتبر بومبيو أن اعتراف الولايات المتحدة وحلفائها بالشرع يشكّل “هزيمة سياسية كبرى لإيران”، قائلاً: “إن احتضان واشنطن وقادة العالم للشرع هو نكسة ضخمة لإيران، وجرح بالغ لمشروعها الإقليمي”.
وأضاف إن ما قامت به إسرائيل والأمريكيون من إجراءات أمنية ودبلوماسية “غيّر قواعد اللعبة في الشرق الأوسط بشكل جذري”، مشيراً إلى أن “كثيراً من دول المنطقة تصفق لذلك، بعضها علناً وبعضها بصمت”.
ورأى بومبيو أن الدور الأمريكي في المرحلة المقبلة سيكون سياسياً بالدرجة الأولى، مع توقعه أن يشهد المستقبل القريب تدفقاً واسعاً لرؤوس الأموال الأمريكية الخاصة إلى سوريا في حال نجاح تجربة الشرع في تثبيت الأمن والاستقرار.
وقال: “لن يكون ذلك عبر تمويل حكومي مباشر، بل من خلال القطاع الخاص الأمريكي الذي سيجد في سوريا بيئة جاذبة للاستثمار وخلق فرص العمل، وهذا هو النموذج الذي يؤمن به الرئيس ترامب، وأعتبره المسار الصحيح للمنطقة بأسرها”.
وختم بومبيو حديثه قائلاً إن “ما نشهده اليوم ليس مجرد تبدّل سياسي، بل إعادة صياغة للتوازنات الإقليمية، وسوريا بقيادة أحمد الشرع يمكن أن تكون محوراً لإعادة بناء شرق أوسط أكثر استقراراً وازدهاراً”.