الثورة:
أكدت وزارة الدفاع التركية أن أنقرة تمضي بثبات في تعزيز تعاونها الدفاعي مع سوريا، ضمن رؤية مشتركة تهدف إلى بناء منظومة أمن إقليمي متينة، ومواجهة التهديدات العابرة للحدود التي تمسّ الأمن القومي التركي واستقرار المنطقة.
وقال المتحدث باسم الوزارة زكي أكتورك في إحاطة صحفية: إن البرلمان التركي صادق على تمديد تفويض انتشار القوات المسلحة في سوريا والعراق ثلاث سنوات إضافية، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية دفاعية شاملة تتيح لتركيا “التحرك الاستباقي ضدّ أي محاولات لتقسيم الأراضي السورية أو زعزعة استقرارها”.
وأضاف: إن بلاده “ستواصل دعم الجيش السوري في تطوير قدراته الدفاعية والأمنية بما يضمن وحدة سوريا وسيادتها”، مؤكداً أن مبدأ الدولة الواحدة والجيش الواحد يشكل حجر الأساس في الموقف التركي تجاه الجار الجنوبي.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية أن الفريق إلكاي ألتنداغ، المدير العام للدفاع والأمن، زار دمشق مؤخراً على رأس وفد عسكري رفيع، إذ التقى وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، وبحث معه سبل توسيع التعاون الفني والتدريبي وتبادل المعلومات الاستخبارية.
وذكرت الوزارة عبر منصتها الرسمية أن الاجتماع “عكس الإرادة السياسية لدى الجانبين في فتح مرحلة جديدة من التنسيق العسكري المباشر”، وأن الملفات التي نوقشت شملت “الأمن الحدودي، مكافحة الإرهاب، والدفاع الجوي المشترك”.
وختمت وزارة الدفاع التركية بيانها بالتأكيد أن “أمن تركيا يبدأ من استقرار سوريا”، وأن المرحلة المقبلة ستشهد “تعزيز التنسيق المشترك في مكافحة الإرهاب، ودعم مسار إعادة الإعمار، وتبادل الخبرات في مجالات التدريب والتسليح”.
وفي وقت سابق، أعلن وزير الدفاع، اللواء مرهف أبو قصرة، عن انطلاق بعثة من طلاب الضباط السوريين إلى الكليات العسكرية في جمهورية تركيا والمملكة العربية السعودية، وذلك في إطار التعاون الأكاديمي والعسكري بين الدول الثلاث، وحرص وزارة الدفاع على تطوير منظومتها التعليمية والتدريبية.
وأوضح الوزير أبو قصرة، في منشور عبر منصة X، أن هذه الخطوة تأتي “انطلاقاً من إيمان الوزارة بأهمية العلم في بناء الجيوش وتطوير منظوماتها”، مشيراً إلى أن الهدف من البعثة هو تنمية الكفاءات الوطنية وتأهيل كوادر عسكرية تمتلك المعرفة والخبرة في أحدث منظومات التسليح وأساليب الحرب الحديثة.
ووجه الوزير باسم وزارة الدفاع، الشكر والتقدير إلى كل من تركيا والسعودية على تعاونهما البنّاء في استقبال بعثة الضباط السوريين، وعلى ما تبديه مؤسساتهما العسكرية من حرص على تبادل الخبرات وتطوير القدرات المشتركة.