الثورة_ متابعة محجوب الرقشة:
طالت الآلة العسكرية للنظام المجرم خلال السنوات الماضية، مختلف القطاعات العمرانية والخدمية في محافظة إدلب، وكانت المساجد من أكثر المرافق تضرراً، وبناءً على التقييم والإحصائيات بدأت مديرية الأوقاف بتنفيذ خطة طموحة للترميم وإعادة البناء في عدد كبير منها.
تقييم الأضرار
منذ اللحظات الأولى لانطلاق أعمال إعادة الإعمار، بدأت المديرية بناءً على توجيهات وزارة الأوقاف بتنفيذ خطة دقيقة لإحصاء المساجد وتقييم حالتها الفنية، فقد استنفرت الكوادر الهندسية والميدانية لإعداد قاعدة بيانات دقيقة حول حجم الأضرار ومستوى الحاجة إلى الترميم أو إعادة البناء الكامل.
ووفقاً للإحصائيات، بلغ عدد المساجد المتضررة 793 مسجداً منها 94 مسجداً مدمراً بشكل كامل، بينما تعرض 699 مسجداً لأضرار جزئية متفاوتة.
وبيّن مسؤول دائرة شؤون المساجد في مديرية أوقاف محافظة إدلب أحمد المصري أنه خلال المرحلة الماضية، تمكنت المديرية من إعادة ترميم 278 مسجداً، وإعمار 5 مساجد جديدة بالكامل، في حين لا تزال أعمال الترميم والبناء مستمرة في أكثر من 79 مسجداً في مختلف مناطق المحافظة، بإشراف فرق هندسية مختصة ومتابعة ميدانية دقيقة.
عناية بالمساجد الأثرية
وأولت وزارة الأوقاف اهتماماً خاصاً بالمساجد الأثرية والتاريخية، لما تمثله من قيمة دينية وحضارية، إذ جرى التنسيق مع مديرية الآثار في إدلب لوضع خطة عمل تهدف إلى صون هذه المعالم الإسلامية والحفاظ على طابعها التاريخي والمعماري.
ومن أبرز هذه المساجد الجامع الكبير في معرة النعمان، إذ بدأت أعمال الترميم وفق معايير فنية دقيقة تراعي خصوصيته التاريخية.

الشراكة مع الجهات الداعمة
من جهته أكد عبد الحميد الخلف، مدير أوقاف محافظة إدلب، أن المديرية أولت ملف إعادة إعمار المساجد اهتماماً كبيراً منذ انطلاق العمل في هذا المجال، إذ كثّفت جهودها الداخلية وسخّرت جميع كوادرها الفنية والإدارية لإنجاز عمليات الإحصاء والتقييم والمتابعة الميدانية.
وأوضح أن المديرية تعمل بتوجيه مباشر من وزارة الأوقاف على تعزيز التعاون مع الجهات، والمنظمات الداعمة لتسريع وتيرة الإعمار، وضمان جودة التنفيذ وفق المعايير الفنية والإدارية المعتمدة.
وتعمل المديرية حالياً على وضع خطة استراتيجية للمرحلة المقبلة تتضمن استكمال مشروعات إعادة الإعمار في المساجد المتضررة، وإطلاق مبادرات جديدة لبناء مساجد نموذجية بمعايير حديثة في التصميم والخدمات.
كما تسعى إلى تعزيز الشراكات مع الجهات الداعمة واستقطاب الكفاءات المؤهلة لضمان أفضل استخدام للموارد المتاحة.
إعادة الإعمار
وبيّن أن مشروعات إعادة بناء وترميم المساجد في محافظة إدلب،تعد جزءاً أساسياً من جهود الحكومة السورية لإعادة الإعمار الشامل، خصوصاً في المناطق التي تعرضت للدمار الكامل، وتنفذ المشروعات وفق خطط مدروسة ومنسقة مع جميع الجهات المعنية، بما يضمن سرعة الإنجاز وجودة التنفيذ، لخدمة المواطنين وإعادة تأهيل المساجد لتكون ركائز عملية ضمن مسيرة إعادة إعمار المحافظة.
كما تولي وزارة الأوقاف -بناءً على توجيهات الحكومة- ملف إعادة إعمار المساجد اهتماماً كبيراً، وتسعى إلى استكمال مشروعات الإعمار للمساجد والأملاك الوقفية في جميع المحافظات، بما يضمن دعم استقرار الأهالي والعودة الكريمة للقاطنين في المخيمات إلى منازلهم ومناطقهم الأصلية.
