الثورة
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي، أن انعقاد المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول في المستشفى الوطني الجامعي بدمشق يشكل لحظة فارقة في مسيرة التعافي العلمي والطبي في سوريا، لافتاً إلى أن دمشق “تفتح أبوابها اليوم للعلماء والأطباء من الشرق والغرب، لتقول للعالم إن سوريا عادت تنبض بالحياة، وإن العلم سيبقى رسالتها الأسمى نحو البناء والسلام”.
وأوضح الحلبي في تصريح رسمي أن المؤتمر يأتي تتويجاً لجهود استمرت سنوات لإعادة تفعيل التعاون العلمي بين سوريا ومؤسسات التعليم العالي في الدول العربية والأوروبية، مشدداً على أن “انطلاق الحدث العلمي من دمشق يعكس ثقة المجتمع الدولي بالقدرات السورية الأكاديمية والطبية، ويؤكد أن سوريا عادت لتكون مركز إشعاع علمي وإنساني في المنطقة”.
وأشار الحلبي إلى أن الطب علم يقوم على الرحمة قبل التقنية، وعلى الأخلاق قبل الاختصاص، مضيفاً أن الطبيب هو “مهندس الحياة، وحارس الجسد، والضمير الذي يذكّرنا بأن المعرفة لا تكتمل إلا حين تخدم الإنسان”.
وبيّن أن الوزارة تمضي في خططها لتطوير التعليم الطبي والبحث العلمي، وتعزيز برامج التدريب السريري في الجامعات، بما يواكب التطورات الحديثة ويؤسس لمرحلة جديدة من النهضة الأكاديمية بعد سنوات الحرب والتحدي.
وأكد الوزير أن سوريا تسير بثبات نحو استعادة مكانتها كمنارة للطب العربي وبيت للعلم والرحمة والأخلاق، موضحاً أن المؤتمر يمثل خطوة مهمة لإعادة بناء الجسور مع الجامعات والمراكز الطبية العالمية، وتبادل الخبرات بما ينعكس على جودة التعليم والخدمات الصحية.
وختم الدكتور الحلبي تصريحه بالقول: “سوريا اليوم لا تنفض غبار الحرب فحسب، بل تبعث رسالة أمل إلى العالم بأن المعرفة هي الطريق إلى الحياة، وأننا سنبني وطننا بالعلم كما نبنيه بالحجر، وبالرحمة كما نواجه الألم، فالعلم في سوريا ليس ترفاً، بل وعدُ حياةٍ جديدة لكل أبنائها”.
وكانت انطلقت في دمشق فعاليات المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول 2025، الذي تقيمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع اتحاد الأطباء والصيادلة السوريين في فرنسا، واتحاد الأطباء والصيادلة العرب في النمسا، والجمعية الطبية الأوروبية العربية، وذلك في المشفى الوطني الجامعي بدمشق بحضور معاون الأمين العام لرئاسة الجمهورية لشؤون مجلس الوزراء علي كده، ووزيري التعليم العالي والبحث العلمي مروان الحلبي، والأوقاف محمد أبو الخير شكري.
ومن المقرر أن يستمر المؤتمر ثلاثة أيام ويشكل منصة لتعزيز الرعاية الصحية في سوريا من خلال ورشات عمل تطبيقية في المستشفيات وجلسات تدريبية تفاعلية، يشارك فيها نخبة من الأطباء الاختصاصيين والصيادلة من سوريا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج العربي بهدف تبادل الخبرات العلمية وتعزيز التعليم الطبي، ودعم المستشفيات السورية بالكفاءات والخبرات.