الثورة
أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، عن تعيين نائبه نُوح يلماز سفيراً جديداً لتركيا لدى سوريا، في خطوة وُصفت بأنها الأكثر دلالة منذ انطلاق مسار التقارب بين أنقرة ودمشق، ضمن حزمة التعيينات الدبلوماسية الجديدة التي شملت عدداً من السفارات التركية حول العالم.
ووفقاً لوكالة الأناضول، فإن القرار يحمل أبعاداً استراتيجية وسياسية واضحة، إذ يأتي في سياق الجهود الرامية إلى إعادة تفعيل التمثيل الدبلوماسي الكامل بين البلدين، بعد أكثر من عقد من القطيعة.
ينتمي نُوح يلماز إلى الجيل الجديد من الدبلوماسيين الأتراك الذين يجمعون بين الخبرة الأكاديمية والعمل الأمني، إذ تولى منذ أيار 2024 منصب نائب وزير الخارجية، بعد أن شغل لسنوات مناصب متعددة داخل جهاز الاستخبارات الوطنية (MIT) ووزارة الخارجية التركية.
كما تولّى يلماز سابقاً رئاسة مركز البحوث الاستراتيجية في وزارة الخارجية، وكان مستشاراً مقرباً من الوزير هاكان فيدان، حيث لعب دوراً بارزاً في صياغة السياسة الإقليمية الجديدة لتركيا خلال مرحلة ما بعد 2023.
بدأ يلماز مسيرته الجامعية في قسم العلوم السياسية والإدارة العامة بجامعة مرمرة، قبل أن يحصل على إجازة في علم الاجتماع من جامعة الشرق الأوسط التقنية (ODTÜ) عام 1999، ثم أكمل دراسته العليا في التصميم الجرافيكي بجامعة بيلكنت عام 2001، وتابع دكتوراه في علم الاجتماع بجامعة يلدريم بيازيد بين عامي 2013 و2016.
وخلال مسيرته الأكاديمية، درّس في جامعة ترينت الكندية وجامعة جورج ميسون الأميركية، وشارك في برامج دولية مرموقة مثل كلية الدفاع التابعة لحلف الناتو في روما وكلية كينيدي بجامعة هارفارد وجامعة جورجتاون..
أما في المجال الإعلامي، فقد شغل يلماز مناصب بارزة، منها مدير مكتب مؤسسة “سيتا” البحثية في واشنطن، ومراسل لعدد من القنوات التركية في الولايات المتحدة، إضافة إلى عمله في قناة الجزيرة تُرك، حيث قاد قسم ضمان الجودة.
يُعد تعيين نُوح يلماز إشارة واضحة إلى رغبة أنقرة في فتح صفحة جديدة مع دمشق، وفق مقاربة أكثر مؤسساتية تعتمد على القنوات الدبلوماسية الرسمية بعد سنوات من التواصل الأمني المحدود.
ويأتي هذا التعيين بعد سلسلة من اللقاءات بين مسؤولين سوريين وأتراك في دمشق وأنقرة وموسكو، هدفت إلى بحث ملفات الأمن الحدودي، وعودة اللاجئين، ومكافحة التنظيمات المسلحة في الشمال السوري.
مصادر دبلوماسية في العاصمة التركية وصفت الخطوة بأنها “تحول نوعي في مستوى الانفتاح على سوريا”، معتبرة أن اختيار شخصية بخلفية أمنية وأكاديمية مثل يلماز يعكس طبيعة المرحلة الجديدة التي تتطلب الجمع بين الفهم العميق للواقع السوري والتعامل الحذر مع الملفات الحساسة.