الثورة:
أقرّت الحكومة اللبنانية تشكيلات دبلوماسية جديدة تضمنت تعيين ثلاثة سفراء لبنانيين في الخارج، أبرزهم هنري جان قسطون سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى الجمهورية العربية السورية، في خطوة تُعدّ إعادة رسم لمسار العلاقات اللبنانية السورية بعد سنوات من الجمود.
وفق مصادر رسمية لبنانية، فقد استقبل رئيس الجمهورية جوزيف عون السفراء الثلاثة في قصر بعبدا، وهم هنري قسطون (سوريا)، جورج فاضل (بولندا)، وائل هاشم (كوريا الجنوبية)، إذ قدّم لهم توجيهاته بضرورة تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول المعتمدين لديها، والاهتمام بشؤون الجاليات اللبنانية وتسهيل متطلباتها.
وأكد الرئيس عون أن العمل الدبلوماسي اللبناني يدخل مرحلة جديدة تقوم على الاحترام المتبادل والتوازن في العلاقات الخارجية، مشدداً على أهمية الدور الذي سيؤديه السفراء الجدد في “تمثيل لبنان كدولة فاعلة ومبادرة في محيطها العربي والدولي”.
ويُعدّ هنري جان قسطون من أبرز الدبلوماسيين اللبنانيين في جيله، إذ شغل سابقاً منصب سفير لبنان في ليبيريا، كما عمل قائماً بالأعمال في سفارة بلاده في مالي، قبل أن يُقدّم أوراق اعتماده إلى السلطات السورية في حزيران/يونيو 2025.
ويأتي تعيينه بعد أكثر من 12 عاماً من شغور المنصب، إذ كانت فرح بري، ابنة رئيس مجلس النواب نبيه بري، تتولى مهام القائم بالأعمال في دمشق منذ تقاعد السفير السابق ميشال خوري عام 2013.
ويشير مراقبون إلى أن تعيين سفير لبناني جديد في دمشق يأتي في سياق إعادة هيكلة العلاقات الثنائية بعد إعلان بيروت تعليق أعمال المجلس الأعلى اللبناني السوري في تشرين الأول الجاري، وهو الإطار الذي شكّل لعقود قناة تنسيق سياسية وأمنية بين البلدين، خصوصاً خلال فترة الوجود العسكري السوري في لبنان.
وكان لبنان قد عيّن أول سفير له في سوريا عام 2008، إذ تولى ميشال خوري المنصب حتى عام 2013، قبل أن يشغر المقعد الدبلوماسي طوال السنوات التالية، ويُتوقع أن يسهم وصول هنري قسطون إلى دمشق في إعادة تفعيل التواصل السياسي والاقتصادي بين البلدين، وتطوير التنسيق القنصلي، خصوصاً في ظل التحولات الإقليمية الجديدة ودخول سوريا مرحلة إعادة الإعمار والانفتاح العربي.