الثورة – فؤاد الوادي:
أكد نائب ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في سوريا روحي أفغاني ، أن إعادة إعمار سوريا تشكل ضرورة لتأمين استقرارها واستقرار المنطقة ككل.
ونقلت وكالة ” فرانس برس” ، عن أفغاني قوله اليوم :” إن إعادة الإعمار تشكل إحدى أكبر التحدّيات التي تُواجه الدولة الجديدة في سوريا، منذ سقوط النظام بعد أكثر من نصف قرن من حُكم عائلة الأسد”.
وأشار أفغاني إلى صعوبة تحديد تكلفة إعادة إعمار سوريا، واصفاً الاحتياجات بهذا الصدد بأنها “هائلة” وتتعلق بالإسكان والمدارس والمراكز الصحية، إضافة إلى الماء والكهرباء.
وحذر من أن الكميات الكبيرة من الذخائر غير المنفجرة تعرقل جهود رفع الأنقاض المنتشرة في كل أنحاء البلاد، بما فيها تلك الموجودة ضمن تلال الركام التي ينبغي إزالتها.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه منذ سقوط النظام المخلوع، عاد إلى سوريا أكثر من مليون لاجئ كانوا في الخارج، كما عاد نحو مليونين إلى مناطقهم، كانوا نازحين إلى مناطق أخرى من البلد.
وبيّن أنه رغم أن هذه العودة تشكل إشارة جيدة، إلا أنها تشكل ضغطاً كبيراً على البنية التحتية ووسائل النقل، وقطاع التعليم، والأفران، الأمر الذي يؤدي إلى توترات اجتماعية.
وأعرب أفغاني عن الأمل بأن يؤدي تسريع إعادة الإعمار إلى تحقيق الاستقرار في سوريا، وتشجيع الكثيرين على العودة من أوروبا، مشيراً إلى أنهم أشخاص ذوو مهارات عالية، ويمكن أن يسهموا بإعادة بناء سوريا، ما يترك أثراً كبيراً على كلّ المنطقة، من الناحية الاقتصادية، ومن منظور بناء السلام المجتمعي.
وقدّر البنك الدولي هذا الأسبوع أن تكاليف إعادة الإعمار في سوريا قد تصل إلى 216 مليار دولار.
وأمس الأول ، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، دول أوروبا، إلى الاضطلاع بدور فعال في دعم سوريا الجديدة .
وأوضحت فون دير لاين في كلمة خلال جلسة البرلمان الأوروبي ،نشرتها على منصة إكس، أنه يجب على أوروبا أن تلعب دوراً في تشجيع ولادة سوريا من جديد.
وطالبت رئيسة المفوضية الأوروبية، الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة مساعيه في قيادة الجهود الدولية المبذولة لدعم الشعب السوري، ودعم مسار المصالحة والتعافي في سوريا، بما يتيح عودة المهجرين طوعاً وبشكل آمن.
وفي أذار الماضي، أعلن الاتحاد الأوروبي أن الدول المانحة تعهدت بتقديم 5.8 مليارات يورو كمساعدات لسوريا.
وقالت فون دير لاين، في ذلك الوقت ، أن الاتحاد الأوروبي سيوفر 2.5 مليار يورو (2.7 مليار دولار) لسوريا خلال عامي 2025 و2026.
وذكرت «السوريون بحاجة إلى دعم حقيقي، سواء كانوا لا يزالون في الخارج أو قرروا العودة إلى ديارهم»، وأضافت أن هذا التمويل سيضمن استمرار المساعدات الحيوية في مختلف القطاعات.
أما مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، فقد دعت في تصريحات سابقة لها أيضا إلى مساعدة السوريين لاستيفاء الاحتياجات الأساسية على أرض الواقع.