الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان

الثورة – رولا عيسى:
تتوجه العلاقات الاقتصادية بين سوريا وأذربيجان نحو مزيد من التعاون، وهذه المرة في مجال الذهب والمعادن الثمينة.
وهذا ما تناوله لقاء جمع بين مدير الهيئة العامة لإدارة المعادن الثمينة في سوريا، مصعب الأسود، والقائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان في دمشق، ألنور شاه حسينوف.
وبحسب وكالة سانا، اللقاء الذي عقد في مقر الهيئة في دمشق تناول سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين في قطاع المعادن الثمينة، الذي يعدّ من القطاعات الاستراتيجية ذات الأهمية الكبرى للبلدين.


وأكد الجانبان على أهمية تبادل الزيارات بين الطرفين، والتي ستساهم في الاطلاع على واقع السوق في كلا البلدين، بما يعزز من فهم كل طرف لاحتياجات الآخر وفرص التعاون المتاحة، كما تمّ التباحث في سبل تعزيز التعاون في مجالات الاستثمار والتصدير والصناعة، من خلال تبادل الخبرات والموارد المتاحة، وتطوير آليات مشتركة لتنظيم العمل في هذا القطاع.
الأسود أشار إلى أن سوريا تتمتع بوجود العديد من الورش والمصانع المتخصصة في صناعة المشغولات الذهبية، ما يفتح الفرصة أمام تصدير هذه المنتجات إلى أذربيجان، وفي الوقت ذاته، قد يسهم التعاون في استيراد المواد الخام اللازمة لتطوير الصناعات المحلية السورية، خاصة وأن أذربيجان تتمتع بمخزون كبير من المعادن الثمينة.

هيئة مختصة

ولفت إلى تأسيس الهيئة العامة لإدارة المعادن الثمينة، وتمّ تشكيلها في 12 شباط 2025، ضمن خطوة جديدة نحو تنظيم قطاع المعادن الثمينة في سوريا.
وأضاف: هذه الهيئة تهدف إلى تنظيم وتطوير القطاع الهام في إطار مؤسساتي يضمن الاستقلال المالي والإداري، كما تعمل على تعزيز دور المعادن الثمينة في الاقتصاد السوري، وتسعى الهيئة إلى توفير بيئة عمل مرنة يمكن من خلالها جذب الاستثمارات، وتطوير الصناعات المحلية، مع تعزيز دور القطاع في التجارة الدولية.
ضمن هذا السياق أشارت الخبيرة الاقتصادية والتنموية زبيدة القبلان في حديث لصحيفة الثورة أن تعاون سوريا وأذربيجان، يأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة لسوريا التي تسعى إلى تحسين الوضع الاقتصادي الداخلي والتوسّع في أسواق جديدة.
وبيّنت أن قطاع الذهب والمعادن الثمينة يمثل أحد القطاعات المهمة والاستراتيجية التي يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين الإيرادات الوطنية وتعزيز دور الصناعة المحلية.

الاستفادة من الإمكانيات

ورأت أنه من خلال تطوير هذه الصناعة، يمكن لسوريا الاستفادة من إمكانياتها الكبيرة في مجال الحرف اليدوية والصناعات التحويلية، وهو ما قد يساهم في تحسين مستويات التوظيف وتوفير فرص عمل جديدة للشباب السوري.
أما بالنسبة لأذربيجان، تقول: إن التعاون مع سوريا في هذا المجال يفتح أمامها أسواقاً جديدة للتّوسع، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي قد تكون قد دفعتها نحو البحث عن أسواق بديلة ومستقرة، كما أن التبادل في هذا المجال قد يساهم في تعزيز صناعاتها المحلية، وتحقيق الاستفادة القصوى من احتياطي المعادن الثمينة لديها.
من جهة أخرى، تنوّه الدكتورة القبلان، إلى أن دور الهيئة العامة لإدارة المعادن الثمينة في سوريا، وبروزه كعامل حاسم لتنظيم القطاع، خاصة في ظل الحاجة إلى إعادة بناء وتنشيط الاقتصاد بعد سنوات من التحديات.

تنظيم القطاع

وتؤكد أن تنظيم هذا القطاع سيسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية، ويتيح لسوريا مكانة أكبر على خريطة التجارة الدولية في هذا المجال.
بالنسبة للتعاون المستقبلي، بينت أنه لا يمكن إغفال أن مثل هذا التعاون بين سوريا وأذربيجان يواجه تحدّيات عدّة، أبرزها ضرورة تحديث البنية التحتية الصناعية في سوريا، وتأمين المواد الخام والمعدّات اللازمة لتطوير هذا القطاع بشكل متكامل، إضافة إلى ذلك، تبقى مسألة استقرار الأسواق والتعامل مع التقلبات الاقتصادية العالمية من العوامل التي ستحدد مدى نجاح هذا التعاون.
وتشير إلى أنه رغم هذه التحديات، تظل الفرص الكبيرة التي يوفرها التعاون في هذا القطاع قائمة، خاصة إذا تم تجاوز المعوقات اللوجستية والتمويلية. ويمكن لهذا التعاون أن يكون نقطة انطلاق لعلاقات اقتصادية طويلة الأمد تعود بالنفع على البلدين، فضلاً عن تحفيز النمو الصناعي في كلا الطرفين.
لاشك أن الخطوات التي تم اتخاذها بين سوريا وأذربيجان في مجال التعاون في قطاع الذهب والمعادن الثمينة بمثابة بداية واعدة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
و من خلال تبادل الخبرات والتقنيات، يمكن للطرفين تحقيق مكاسب اقتصادية كبيرة، بينما تسعى سوريا إلى تعزيز قطاعها الصناعي وتوسيع دائرة صادراتها.

ولابد من الإشارة إلى أن أذربيجان تمتلك احتياطات غنيّة من المعادن الثمينة، خاصة الذهب والفضة، مما يجعلها واحدة من الدول البارزة في هذا المجال على مستوى المنطقة، وتستثمر البلاد بشكل مستمر في تطوير المناجم وتحديث التقنيات الصناعية لاستخراج وتنقية المعادن.
كما تشهد صناعة المعادن في أذربيجان نمواً مستداماً، بفضل تزايد الطلب المحلي والدولي على منتجات الذهب والمعادن الثمينة، مما يفتح أمامها فرصاً كبيرة لتوسيع نطاق صادراتها وتحقيق نمو اقتصادي مستدام.

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة و"إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً