الثورة- لينا شلهوب:
بمساحة إجمالية تصل إلى أكثر من 21 ألف هكتار، تنتشر زراعة محصول الكرز في محافظة ريف دمشق، وبين مدير الزراعة في المحافظة المهندس عرفان زيادة، أن إجمالي عدد الأشجار يصل إلى حوالي ستة ملايين شجرة،
فيما المثمر منها سجّل أكثر من ثلاثة ملايين شجرة، لتحقق كمية الإنتاج حوالي 47 ألف طن، مؤكداً أن المناطق الأكثر إنتاجاً في المحافظة تتوزع ما بين مناطق: يبرود التي وصل إنتاج الكرز فيها إلى ما يقارب الـ 28 ألف طن، ثم الزبداني، قطنا، التل، النبك، والقطيفة والتي سجلت أقل نسبة إنتاج إذ وصلت الكميات إلى نحو 12 طناً،منوهاً بأنه تنتشر في قرى مناطق القلمون على مساحات واسعة أشجار الكرز، وبشكل خاص في المناطق الجبلية، حيث تكثر زراعة مختلف أنواع الكرز معتمدةً بشكل خاص على الزراعة البعلية التي تعطيها طعماً ومذاقاً مميزاً.
وأوضح المهندس زيادة أنه في إطار زيادة الإنتاج من مختلف المحاصيل في المحافظة، تعمل مديرية الزراعة بالتعاون مع محافظة ريف دمشق على تطبيق مشروع التحول إلى الزراعة العضوية وتعميمها بالمحافظة لتشمل مختلف أنواع الأشجار المثمرة من: تين وزيتون ومشمش والوردة الشامية، ويأتي ذلك بعد أن تم تطبيقه في زراعة الكرز، وحقق نتائج ايجابية، إذ تم مؤخراً استهداف أشجار الكرز بمنطقة القلمون، عبر إقامة مدرسة إرشادية في قرية المشرفة التابعة لمدينة النبك، ووقع الاختيار عليها نظراً لاتساع المساحة المزروعة بالكرز فيها والتي تصل إلى 2422 هكتاراً، فيما يصل عدد الأشجار إلى 900 ألف شجرة، 70 % منها زراعة بعلية، ولتكون الأساس لنشر ثقافة زراعة الكرز العضوي في المنطقة، الذي لا يتم استخدام الأسمدة المصنعة فيه، أي تعتمد على المبيدات العضوية.
كما أشار إلى أن ما يميز زراعة الكرز في منطقة القلمون اعتمادها على مياه الأمطار، وعدم استخدام المواد الكيماوية وهو ما يمنحها طعماً مميزاً عن بقية الأنواع المزروعة في المحافظات، فهي من الزراعات النظيفة بسبب عدم استعمال المبيدات الكيماوية، والاقتصار على استخدام السماد العضوي، حيث توافقت أنواع الكرز وبشكل خاص “أبو خط” و”الفرعوني” و”قلب الطير” و”النواري” مع طبيعة المناخ البارد في “القلمون”، وتقطف الثمار في وقت متأخر، وهو ما يسمح بتصديرها إلى دول الجوار ودول أوروبية، وتتميز بعض الأنواع بقساوتها وهو ما يمنح أصحابها القدرة على تخزينها وبيعها في وقت لاحق.
ويتميز الكرز بأنه فاكهة مطفئة للعطش، ومنشطة للكليتين، وهناك نوعان منه: الحامض الذي يتحمل درجات الحرارة، والحلو الذي يظهر في أواخر شهر حزيران، وموسمه أطول من موسم الأول، وكلما كان لون الكرز ميالاً إلى اللون الأسود اللامع الصافي كان أكثر حلاوة.
هذا ولا يخفي مدير الزراعة وجود بعض الصعوبات التي تواجه المزارعين في تخديم مواسمهم، من حيث المناخ وموجات الصقيع، وارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل كلي، وانقطاع الكهرباء الطويل الذي أثر على تخزين الكرز.