أصبح واقع الحياة المعيشية لأغلبية المواطنين، وعلى رأسهم شريحة الموظفين، متشابهاً من حيث الظروف المعيشية الصعبة, ومتطلبات الحياة الصعبة، فراتب الموظف لم يعد يكفيه لأيام أمام وحش الغلاء الذي يأكل الأخضر واليابس.
لذلك لا يجد المواطن والموظف تحديداً بديلاً من عمل آخر يسد قليلاً من الرمق, فهذا يعمل إضافة إلى عمله الأساسي مدرساً, وذاك نجاراً وآخر في مطعم, ورابع عاملاً وهكذا، وفي أحيان كثيرة يعمل معظم أفراد الأسرة حتى يسدوا بالكاد بعضاً من الحاجات الأساسية.
فالناس كما أسلفنا يعيشون في ظروف قاسية جداً بسبب الحصار والحرب الاقتصادية التي تشن على سورية, والغلاء الذي طال جميع مناحي الحياة، أدى الى اتساع دائرة الفقر والبطالة ما انعكس بدوره حتى على الواقع الاجتماعي الذي ولد التفكك الأسري والتبعات التي قد تأخذ مظاهر هدّامة.
هذا هو واقع الحال، أي تشخيص الداء، ولكن أين الدواء؟ أي إن المواطن الفقير وشريحة الموظفين لا تعنيهم نظريات خبراء الاقتصاد، وشرح أسباب التدهور الاقتصادي كإهمال الإنتاج والزراعة وبسبب التضخّم، بل ما يهمهم هو الدواء، أي كيفية الخروج من عنق الزجاجة، وأول جرعة دواء للخروج قد تكون بزيادة الرقابة وزيادة الأجور لشريحة الموظفين باعتبارها الأكثر تضرراً من هذا الواقع, زيادة توازي الارتفاعات الكبيرة والمستمرة في الأسعار.
