الثورة -ريم صالح:
مع استمرار حدة الاشتباكات في السودان، تعقد القوى السياسية المدنية الموقعة على الاتفاق السياسي الإطاري غدا الاثنين اجتماعاً في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث سبل إنهاء الحرب والحث على ضرورة الاستجابة الإنسانية.
وقالت «قوى الحرية والتغيير» السودانية في بيان «إنه سيتم عقد الاجتماع لبحث سبل وقف الحرب في السودان، ولمناقشة الوضع الإنساني».
وأوضح المتحدث باسم «قوى الحرية والتغيير»، جعفر حسن عثمان، في تصريحات صحفية أن «الاجتماع سيناقش أجندة سياسية لتطوير رؤية لإنهاء الحرب وعودة المسار المدني الديمقراطي للبلاد».
بدوره كشف القيادي بقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي طه عثمان أنهم يحتاجون لعملية سياسية تضم كل القوى السياسية والمدنية والحركات المسلحة للوصول لحل يضمن بناء جيش مهني وقومي بقيادة موحدة من القوات المسلحة والدعم السريع وحركات الكفاح المسلح.
وكانت «قوى الحرية والتغيير» السودانية قد دعت، الشهر الماضي، إلى «تشكيل جبهة مدنية موحدة من أجل إيقاف النزاع المستمر في السودان، منذ نيسان الماضي».
وحثت «قوى الحرية والتغيير» الجيش السوداني على إقناع الدعم السريع بتسليم أسلحته الثقيلة، مطالبة بأن تشهد العملية السياسية مشاركة واسعة للقوى المدنية السودانية الداعمة لوقف الحرب والانتقال المدني الديمقراطي بصورة شاملة، بحسب البيان.
وحول مصير التفاوض بين الجيش والدعم السريع، أعلن المستشار السياسي لقوات الدعم السريع يوسف عزت في تصريحات صحفية بأنهم مستعدون للحوار الذي يقود إلى تغيير قيادة الجيش بهدف تكوين جيش جديد تدمج فيه جميع الجيوش بما فيها الدعم السريع شريطة عدم السيطرة عليه من قبل جهة أو أيدلوجيا بعينها.
تأتي هذه التطورات في الجهود السياسية، في وقت شهدت فيه عدة مناطق في السودان اشتباكات عنيفة، حيث هاجم طيران الجيش السوداني أهدافاً عسكرية تابعة لعناصر قوات الدعم السريع بمنطقة الباقير وبعض المناطق القريبة من منطقة سوبا الواقعة جنوبي العاصمة السودانية الخرطوم، حيث تنتشر مجموعات من الدعم السريع ناحية مدخل العاصمة الشرقي للخرطوم منذ اندلاع الحرب، وشهدت بعض أحياء مدينة أم درمان حركة متقطعة للطيران الحربي المقاتل التابع لسلاح الجو السوداني وتعاملت معه المضادات الجوية التابعة للدعم السريع بالتصدي لحركته وفق وسائل الإعلام.
أما في أم درمان فقدت دوت انفجارات عنيفة ناجمة عن عمليات القصف المدفعي في المناطق الوسطى المحيطة بأحياء أم درمان القديمة.
وفي نيالا عاصمة جنوب دارفور، تجددت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وتبادل القصف بالمدافع لليوم الثالث علي التوالي، وأفادت مصادر طبية مستقلة بارتفاع القتلى إلى 12 من المدنيين بأحياء متفرقة من المدينة.
وتتواصل، منذ أكثر من 3 أشهر، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وظهرت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية، عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن بعد توقيع «الاتفاق الإطاري» المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري والمكون المدني، في شهر كانون الأول الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.