هي النكتة السياسية فوق رحى المعارك في دير الزور ترميها واشنطن من (سفارة الفيس بوك) على المشهد، إذ تعلن قلقها وخوفها من المعارك المحتمدة بين العشائر العربية وورقتها الانفصالية قسد، وكأنها -أي أميركا- بريئة مما يجري في الريف الشرقي لدير الزور، ولا تبحث عن مصلحة واستثمار في غبار المعركة، وهي أي أميركا لا تحاول رسم الخطط على مساحة المشهد خاصة أنها تغازل أردوغان من بوابة أن تبحث هي عن بديل لقسد أفضل من أن تجد تركيا في روسيا بديلاً عنها أي بديلاً عن أميركا.
لذلك وأكثر كان الصمت الأميركي خلال الأيام الماضية، وهي ترى الميلشيات الانفصالية من قسد تُطرد من دير الزور، علامة فارقة على التفكير الأميركي في بيع قسد مرة أخرى بل ومرات قبل أن يفرض الميدان السوري وسياسته الخارجية واقعاً جديداً، وقبل أيضاً أن يسجل على إدارة الرئيس بايدن وفي سجله الانتخابي انسحاباً جديداً وأمام سورية وحلفائها خاصة في روسيا.
تحاول واشنطن المماطلة وإبقاء الأوضاع كما هي في سورية، فتخرب الاتفاقات وتقلب الطاولات السياسية وتقطع الطرق الدبلوماسية وتضغط على المعدة الاقتصادية للسوريين، ولكن النكتة في إطلالتها على ما يحدث بين العشائر وقسد أنها أصدرت بياناً يحذرهم من التدخل الخارجي في وضعهم.. واشنطن تتحدث عن التدخل الخارجي في سورية وكأن كريستوف كولومبوس الذي اكتشفها وجدها في الجزيرة السورية.. هل فقدت واشنطن عقلها وخطابها وانحدرت إلى مستوى التهريج السياسي حتى تتحدث عن التدخل الخارجي وهي تحتل آبار النفط وخيرات سورية كلها.. ربما هي نكتة سياسية لكن في الواقع هذه هي واشنطن وكذبها الاستراتيجي.