تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب مباحثات مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي والتي قال فيها: إن النهج الأساسي لتسوية الأزمة هو الحفاظ على سيادة سورية ووحدة وسلامة أراضيها، وأن الشعب السوري هو من يقرر مستقبل بلده من دون أي إملاءات خارجية تعبر وتتناغم مع توجهات الشعب السوري، الذي أكد في مناسبات عديدة أنه يرفض أي تدخل خارجي في رسم مستقبله وقدم لأجل ذلك مئات آلاف الشهداء دفاعاً عن قراره الوطني المستقل ووحدة سورية أرضاً وشعباً.
مخرجات هذه المباحثات بين بوتين وأردغان فيما يتعلق بالملف السوري لا جديد فيها نتيجة تعنت أردوغان وأوهامه في إعادة الإمبراطورية العثمانية البائدة عبر دعم العصابات الإرهابية ومراوغته فيما يتم الاتفاق عليه ليبقى حبراً على ورق، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على أن الأوهام ما زالت تداعب مخيلته فيما يتعلق بالتوسع وإقامة ما يسمى الحزام الأمني ليكون مقراً ومنطلقاً لعصاباته الإجرامية وخططه العثمانية.
المراوغة التركية تترافق مع تصعيد أميركي كبير على الصعيد الإرهابي ودعم الميلشيات الانفصالية، حيث أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي إيتان غولد ريتش دعمه لعصابات قسد الانفصالية العميلة للاحتلال الأميركي، والذي تجلى ذلك الدعم بمرافقة الطيران الأميركي في مهاجمة قرية ذبيان مقر ومركز قبيلة العكيدات، وهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة تريد إيجاد قوى ضعيفة في المنطقة لاخضاعها والاستمرار في نهب ثروات الشعب السوري، وهذا يشير أيضاً إلى التنسيق التركي الأميركي لإطالة أمد الأزمة في سورية وإبقاء المنطقة على صفيح ساخن وبما يخدم المصالح الاستعمارية لهذه الدول الغازية العدوانية.
حلم أردوغان بإعادة العلاقات مع سورية مع بقاء الاحتلال التركي لبعض الأراضي السورية سيبقى حلماً ووهماً ولن ترجع العلاقات بين البلدين والشعبين الجارين إلا بالانسحاب التركي الكامل من الأراضي السورية، أما فيما يتعلق بالاحتلال الأميركي فإنه إلى زوال بمقاومة أهلنا في دير الزور والحسكة والرقه وتعاونهما الوثيق مع الجيش العربي السوري، والتاريخ يؤكد أن النصر حليف الشعوب مهما كان جبروت العدو.